للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[بمناسبة الغارات الجوية على الإسكندرية:]

دار الوجد والمجد

للدكتور زكي مبارك

(لو عاش (شوقي) إلى أن شهد ما تعاني الإسكندرية من

كوارث وخطوب لواساها بأطايب الشعر البليغ. فإلى روحه في

دار الخلود أهدي هذا القصيدة)

زكي مبارك

بأهلِ إسكندريةَ بعضُ ما بي ... من الأحزانِ للثغر المصاب

أَدارَ هَوايَ ما قلبي بناسٍ ... هُيامي فوق أثباجِ العُباب

وهل يَنسى أخو كرمٍ وعهد ... رحيق الراحَ يُمزجُ بالرُّضاب؟

فإن تكن الكوارثُ آثماتٍ ... صببْن عليك أسواطَ العذاب

فلن ينسى لك التاريخُ عهداً ... ضحوكَ الوجه مرهوب الجناب

حَمَاكِ اللهُ يا دارَ التنادي ... إلى الهيجاءِ أو دارَ التصابي

ألم تمرح بساحتك الجوازي ... لوَاعبَ في حمى الأُسْد الغِضاب

ألم تُلقىْ مع الأقدار يوماً ... كتائب من لحاظ أو حراب؟

وكيف يطيبُ للدنيا وُجودٌ ... إذا هُدّدتِ ظلماً بالخراب؟

وأين تجولُ أفراسُ المعالي؟ ... وأين تصول أحلامُ الشباب؟

عروسَ البحر، والدنيا سفينٌ ... تروَّع بالقواصف والضباب

أعندَك أن دارَ المجِد تنجو ... على الأيام من كُرَب الصَّعاب؟

أعندَك أن في الدنيا رياضاً ... تصان من الأفاعي والذباب؟

عروسَ البحر، ما هذى الرزايا ... تصب على بنيك بلا حساب؟

أكنت جنيت، والدنيا مجالٌ ... لمفروض الثواب أو العقاب؟

جمالكِ فاتنٌ، والحسن ذنبٌ ... لأهل الحسن في شرع الذئاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>