ولكي يخفف من حدة الإنكار قال في مكان آخر من كتابه (الحسد تقضي عليه الصداقة الحقيقية)(موعظة رقم ٣٧٦).
(مهما يكن الحب الصحيح نادراً، فانه أقل ندرة من الصداقة الخالصة)(موعظة رقم ٤٧٣). أيأنه يؤمن بندرة الصداقة النقية ولا ينكرها إنكاراً تاماً.
وحكمه على الصدق والوفاء ليس بأقل غرابة من حكمه على الفضائل السابقة:(الصدق هو إخلاص القلب ولا يتصف به إلا عدد قليل من الناس. أما الصدق الذي يرى عادة فهو مداهنة بارعة ترمي إلى اكتساب ثقة الغير)(موعظة رقم ٦٢)(بغض الكذب هو في الأغلب طموح دقيق غير محسوس إلى جعل أقوالنا تكسب منزلة رفيعة واحتراماً كالذي يلهمه الدين)(موعظة رقم ٦٣)(الوفاء الذي يبدو من كثرة الناس هو حيلة ابتكرها حب الذات لاجتذاب الثقة)(موعظة رقم ٢٤٧).
ولنذكر الآن ما قاله عن الحب:(لا يوجد إلا نوع واحد من الحب، ولكن منه صور زائفة لا حصر لها)(موعظة رقم ٧٤)(الحب كالنار لا يستطيع أن يحتفظ بوجوده إلا بالحركة المستمرة. ويصيبه العفاء في اللحظة التي يكف فيها عن أن يأمل أو يخشى)(موعظة رقم ٧٥)(مثل الحب الصحيح كمثل ظهور الأشباح، جميع الناس يتكلمون عنها، ولكن قليلاً منهم من رآها)(موعظة رقم ٧٦)(كثير من الناس لو لم يسمعوا أحاديث الحب، لما أحبوا)(موعظة رقم ١٣٦)(الغياب يخفف من وطأة الأهواء الضعيفة ويورث نار الأهواء القوية، كالريح تطفئ الشمعة وتوقد النار)(موعظة رقم ٢٧٦)(إذا اعتقد الإنسان انه يحب صاحبته فهو مخطئ)(موعظة رقم ٣٧٤).
ثم قال عن الغيرة:(الغيرة تستمد غذاءها من الشك، ويمحوها اليقين)(موعظة رقم ٣٢)(مبلغ ما في الغيرة من حب الذات، اكثر مما فيها من الحب)(موعظة رقم ٣٢٤)(الغيرة أكبر الشرور، واقلها استدراراً لشفقة الذين ينسجون أسبابها)(موعظة رقم ٥٠٣)
وهذا الرجل الذي كان يبجل النساء في حضرتهن، ولا يقول كلمة تؤذي شعورهن، قسا