للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من كتاب قصور العرب:]

غُمْدانُ

للأستاذ كاظم المظفر

(بقية ما نشر في العدد الماضى)

وقد وصف الشعراء غُمداناً وصفاً يكاد القارئ أن يتوهم لأول وهلة أنه بعيد عن الحقيقة، أو هو من نسخ أخيلة الشعراء؛ ولكن عند التأمل والإمعان لا يرى فيه غرابة، ولاسيما وإن كثيراً من المؤرخين الباحثين (المستشرقين) الذين أخذوا على عاتقهم إحياء آثار العرب القديمة، شاهدوا بعض أنقاض تلكم القصور العظيمة، وتحدثوا عن عظمة الأسلاف، وما كانوا عليه من قديم العصور من رقي وتقدم في مضمار الحضارة.

وفي غمدان وملوك اليمن يقول دعبل بن علي الخزاعي:

منازل الحي من غمدان فالنضد ... فمأرب فظفار الملك فالَجَند

أرى التبابع والأقيال من يَمن ... أهل الجياد وأهل البيض والزَّرد

ما دخلوا قرية إلا وقد كتبوا ... بها كتاباً فلم يُدرس ولم يبد

بالقيروان وباب الصين قد زبروا ... وباب مرو وباب الهند والصُّغد

وقال أبو الصلَّت يمدح ذا يزَن:

أرسلتَ أسداً على بُقع الكلاب فقد ... أضحى شريدهم فيالأرضفلاَّلا

فاشرب هنيئاً عليك التاج مرتفقاً ... في رأس غمدان داراً منك محلالا

قصر بناه أبوك القيل ذوشرح ... فهل يُرى أحد نال الذي نالا

منطق بالرخام المستزاد له ... ترى على كل ركن منه تمثالا

تلك المكارم لا قَعبان من لبن ... شِيبا بماء فعادا بعدُ أبوالا

وأنشد لعصابة اَلجرْجرَاى:

الدار داران إيوان وغُمدان ... والملك ملكان ساسان وقحطان

وقال علقمة بن ذى يزن:

أبعد غُمدان حين أسنى ... يسفى به المور والرَّياح

<<  <  ج:
ص:  >  >>