للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من هنا ومن هناك]

الجيش الأحمر في الشرق

(ملخصة عن مجلة (باربيد))

كتب الجنرال (ليشكوف) مقالاً في مجلة (كونتمبروري جابان) التي تصدر في طوكيو قال فيه: إن حركة القبض المتوالية على قادة الجيش الأحمر، قد أوجدت نوعاً من عدم الثقة في ضباط الجيش الباقين. خذ مثلاً حالة الجنرال (بلتشر) الذي كان يوماً ما قائد الجيش الأحمر في الشرق الأقصى، فقد طالما بزغ اسمه أمام الجنود الروسية، إلى جانب الأبطال المخلصين والقادة المقربين، وطالما ذكر تاريخه مقروناً بعبارات الإخلاص والوفاء، حتى عد من رجال ستالين المقربين وأبتاعه الثابتين. فلم يلبث أن اختفى بين عشيه وضحاها، وصدرت الأوامر بتمزيق صورته ومحو اسمه من الوجود، فإذا سأل سائل عن الأسباب التي انتهت به إلى هذه الغاية، حيكت حوله الأكاذيب ولفقت عليه التهم، وانقلب القائد الذي كان مثلاً أعلى بين رجال الجيش فصار خائناً لبلاده، عدواً لأبناء وطنه.

نستطيع أن نتصور مبلغ تأثير هذا في رجال الجيش - انهم ولا شك يفقدون ثقتهم برؤسائهم المباشرين. فإذا كان القادة العظام الذين كانوا يوما ما فوق متناول الشبهة، قد دلوا على انهم كانوا مجرمين في حياتهم الوطنية والعسكرية، فلا معنى إذن للثقة بغيرهم من القواد الحديثين الذين ليس له ماض يجعلهم أكثر إخلاصاً وأمانة من القواد السابقين. ومن ثم انتشرت بين رجال الجيش الأحمر عقيدة ثابتة بأن رؤساء جميعهم متآمرين مارقون، بل لقد ذهب بعضهم إلى أبعد من هذا فقالوا صراحة ما دام قواد الجيش المخلصون قد ظهروا بمظهر الخيانة لبلادهم، فلا يبعد على هذا أن يتبين قريباً أن ستالين نفسه عدو للشعب. من هنا نستطيع أن نعرف إلى أي حد وصلت الحال، فقد انتشر الشعور بعدم الثقة بين الشعب فسمم أفكار الجميع.

وقد انتشر بين شباب الجيل الحديث، وعلى الأخص ضباط الجيش الأحمر، آلاف ممن يسمون أنفسهم (أعداء السوفييت) الثائرين على النظام، وهمهم أن يهاجموا النظام القائم ويحطوا من شأنه في نظر الشعب، ويرون أن ستالين هو رأس كل خطيئة وإن الجيش الأحمر هو القوة الوحيدة التي في يدها أن تحد من سلطانه وتقف دكتاتوريته المخيفة عند

<<  <  ج:
ص:  >  >>