(الماركسية حلقة من سلسلة الثورات التي قام بها البشر)
(كهينو)
بقلم ماجد شيخ الأرض
احتشد نيف ومائة كاتب أموا باريس من جميع أقطار المعمورة في قاعة (قصر التواليه) وجلس وراءهم حشد عظيم من النظارة أتوا يشاركون الكتاب عواطفهم نحو المدنية التي يبحث عن درء الخطر الذي يتهددها، ويستمعون إلى أقوال كبار الكتاب وآرائهم في المحافظة على مخلفات الثقافة التي ينعم الإنسان بثمارها اليانعة ويحس بشهوتها إذا غمرت فضيلة العلم فؤاده، وتفتحت أمام عينيه بعض أسرار هذا الكون العجيب المغلقة
هبت عاصفة من التصفيق الشديد، وعلت أصوات الحضور بالهتافات لسير الثقافة مرفوعة الجبين بالرغم من معارضة الرجعيين عندما انتهى أندره جيد من خطابه الذي أفتتح به المؤتمر وأتى على ذكر غايته وبيان أبحاثه، وكأن الجمهور أحس بالواجب المقدس الذي حدا بفنان مثل جيد إلى الظهور من عزلته التي اعتادها طيلة خمسة وستين عاماً مسافراً يجوب البلدان والأقطار، أو منزويا في بيته يدون آراءه وأفكاره في كتب لا يطبع منها إلا عدداً محدوداً، كأن الجمهور شعر بالخطر المداهم الذي يحتم على كل فرد له ميزة من العقل والإحساس أن ينتبه فيصمد في جملة الصامدين. لم يكتف الجمهور بالهتاف، وما كاد جيد ينتهي من خطابه حتى تقدم إليه رهط من الشباب المثقف بلغ بهم الحماس مبلغه يريدون رفعه على الأيدي لولا أن حال دون بغيتهم الاعتذار وتطبيق النظام المؤتمر، ثم تلبث عاطفة الحماس أن هبت من جديد لكن في هذه المرة كان يعلوها حزن عميق ارتسم على الوجوه عندما قام إلى المنبر عضو المؤتمر الكاتب (اراغون) يؤبن بعبارات رقيقة الكاتب الثوري (رنيه كريفيل) الذي قضى في منتصف الطريق التي يعمل فيها للحرية وإحقاق الحق، وقد دمعت عيون بعض الفتيات إذا أتى الخطيب على فقرات مؤتمر للكاتب الراحل
كان انعقاد المؤتمر في مساء اليوم الحادي والعشرين من شهر يونيو الفائت، ودامت