الجلسات تتري بعضها في النهار وبعضها في المساء حتى الخامس والعشرين، وقد قسمت الأبحاث على عشر جلسات تناوب بعض الأعضاء رياستها، وتعين لكل جلسة مقررين منهم. أما الأبحاث التي تنوقش فيها وجرى إقرار ما يجب عمله بشأنها فهي:
تراث الثقافة. موقف الكاتب في المجتمع الإنساني. الشخصية. الإنسانية. الشعب والثقافة. الإبداع عند الكاتب وقيمة الفكر. تنظيم مقررات المؤتمر. الدفاع عن الثقافة
ولمعرفة أهمية هذا المؤتمر يكفينا أن نذكر جيد ومالرو وكوتوريه وارغون ونيزان وكهينو وبندا من الفرنسويين، وتولر وهنريخ مان من الألمان، وفرانك من الأمريكان، وإهر مبورغ وكولتسوف وتيخانوف والشاعر باسترنيك من السوفيت، والسيدة كارن ميكائيليس الدانماركية، والسيدة واديا ولعل اسمها وديعة الهندية وهكسلي وفوستر من الإنكليز
بدت الجلسة الأولى جدية أكثر من أخواتها لأن بعض المؤتمرين لم يكونوا بعد قد تعارفوا وإن سبق تعارفهم روحياً منذ زمن طويل، أو لأن الموضوع الذي طرحه المسيو بندا في هذه الجلسة كان دقيقاً وكان خطيراً احتدم حوله النقاش مع أن أكثر هذه الخطب كانت مهيأة من قبل ليتسنى لهم ترجمتها، ولوحظ أن الخطب التي تطرق أصحابها فيها إلى السياسة هي الخطب التي تحمس لها الجمهور وأظهر إعجابه بها إلى حد كاد يخرجه عن المألوف في مثل هذه الاجتماعات، حتى بتنا نقول إن في كل يوم مظاهرة، تارة ضد الرأسمالية، وتارة للحرية المهددة بالفاشستية، وطوراً للطبقات العاملة التي لا تستفيد من الوضع الحاضر غير دفع الغرم. بل كيف لا يتحمس الجمهور وهو يرى الكتاب وقد وفدوا من أقصى الجهات وتحملوا أعباء السفر على اختلاف نزعاتهم وتباين آرائهم ليضعوا لهم نظاماً يحفظون به تراث الثقافة الذي خلقته لنا حضارة الإنسان وليدة دمه المهراق وعراكه المستمر
قال جوليان بندا ما خلاصته: (إن نظرة أمم أوربا للآداب والفنون تختلف اختلافاً بيناً مع النظرة الشيوعية من حيث علاقة الحياة الفكرية بالحياة الاقتصادية
فان الأولى تعتقد باستقلال وسمو الحياة الفكرية عن الحياة الاقتصادية، أما الثانية فإنها تعتقد بتضامن الحياتين. فالاختلاف يبدو لنا أساسياً مما يجعل التسوية بينهما مستحيلة لابد لها من حرب