. . . وأخيراً أقيم مهرجان شوقي، وقدر لنا أن نعيش حتى نشهده. . . فمن نحو ستة أشهر تردد الصحف والمجلات أنباء، من تأجيل يتجدد، ومكان يحدد ثم يغير، وبرنامج يوضع ثم يبدل، وكان لنا بلاء في تفنيد ما رأيناه منحرفاً فيما كانوا يعتزمون.
عدلوا عن (الأوبرج) إلى الأوبرا، وأعلنوا أن من كان قد اشترى تذاكر (الأوبرج) يحتفظ بها للأوبرا مع استراد ثمن العشاء. وقد دفعت جنيهين ثمن تذكرة الدخول في الأوبرا، فليت شعري كما كان ثمن العشاء في (الأوبرج)؟!
وعلى كل حال نحمد الله على أن يسر إقامة المهرجان، لأنه وأن لم يكن فخماً حافلاً لائقاً بجلال الموضوع قد أراح الناس من تأجيلاته ودعاياته.
وما كان هذا الحفل ليكون شيئاً لولا ثلاث كلمات من الأدب القيم، هي كلمة نثري لمعالي الأستاذ إبراهيم دسوقي أباظة باشا، وقصيدة الأستاذ طاهر أبو فاشا وقصيدة إبراهيم ناجي.
وبقية برنامج الحفل كلمة قصيرة لمحمد صلاح الدين بك، وزج من الأستاذ حسين السيد، وإلقاء فتحب بك قصيدة (يا نانح الطلح) لشوقي، وغناء المطربة لوردكاش قطعة من شعر شوقي، وتمثيل الفرقة القومية فصلاً من رواية مجنون ليلى.
ولم يكن المهور كبيراً، من جراء هذا التسعير الفاحش. وقد علمت أن الحفل لم يكلف القائمين به مالاً، لأن المشتركين فيه حتى المطربة والفرقة التمثيلية كانوا متبرعين، ولهذا لا أدري ما سيصنعون بجنيهي. .
أبو محجن الثقفي:
كانت فرصة طيبة أن يسمع كثير من الناس الأستاذ الزيات من المذياع وطالما قرءوا له ولم يسمعوا صوته، فقد أذاع يوم الجمعة حديثاً عن أبي محجن الثقفي، وكانت مناسبة طيبة أيضاً أن يتحدث عن علم من أعلام الإسلام وبطل من أبطال موقعه القادسية في هذا الوقت الذي يرجى فيه أن يكون للعرب بفلسطين مواقع كموقعة القادسية، وما أحوج الشباب في هذه الآونة العصيبة إلى أن تجلى لهم تلك النماذج الرائعة من الفتوة العربية الإسلامية.
اتجه الأستاذ في حديثه إلى بيان مرحلة دقيقة في تأريخ الفتوة العربية وهي مرحلة انتقال