نشبت في الأسبوع الماضي على صفحات (الأهرام) معركة بين فريق من كبار الكتاب المصريين، كان مثار الخلاف فيها أن بعضهم أراد أو تمنى أن يعالج مفكرونا وأصحاب القلم عندنا شئوننا الاجتماعية والاقتصادية والقومية والحربية وغيرها من شئوننا الفقيرة إلى التفكير والتدبير، بينما رأى البعض الآخر أن هذا الوقت العصيب الذي نجتازه ليس أنسب الأوقات لمعالجة هذه الشئون التي لا ريب تحتاج في دراساتها إلى أعصاب مستريحة وعقول مطمئنة. وأين هي اليوم هذه الأعصاب التي لا تتحفز في اليوم الواحد مرات لا مرة واحدة، والني لا تشرئب إلى الغيب تريد أن تستخلص منه الحادثات وما يتبعها من النتائج، وما هي مستخلصة شيئاً إلا هذا الجهد الذي يبذله. وهذا الشرود الذي تعانيه. وأين هي اليوم هذه العقول التي تستطيع أن تتلقط مادة الفكر ومادة النطق في خلال هذه المفاجآت المنهارة على الناس من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون. . .
هذه كانت معركة الأسبوع الماضي
وستنشب في الأسبوع المقبل معركة أخرى بين هؤلاء الكتاب الكبار وسيدخلها غيرهم، وقد جاءتني أنباؤها، واطلعت على ما أعد هؤلاء الكتاب لها من وسائل الهجوم وعدد الدفاع فآثرت أن أستعجل الزمن وأن أطلع قرائي على ما أطلعتني عليه الصدف، أو الملائكة
ما قل ودل
لما كنت في باريس، في المرة الأخيرة، ألقى صديقي الأستاذ مارسيل دوديه محاضرة قيمة في دار جمعية (الشمس والقمر والنجوم) كان أهم ما جاء فيها قوله المأثور: (إن الإنسانية يجب عليها أن تفكر منذ الآن في البحث عن وطن جديد غير الأرض تكون نسبة الأكسجين في مناخه أقل من نسبته في مناخ كوكبنا هذا، فإنه لا شيء يساعد على إشعال النفوس بالغيرة والحقد والغيظ مثلما يساعد الأكسجين على ذلك). . . وقد أثبت الأستاذ