مارسيل دوديه نظريته هذه بصور كثيرة عرضها بالفانوس السحري كما أنه قام أمام النظارة بعدة تجارب أجراها على الأرانب والجرذان وعلى نوع خاص من الحشرات لا يوجد مثله في مصر ويوجد منه كثير في فرنسا وسامه اللاتيني (سانكا مانكا هوساروم) وقد دلت كل التجارب التي ألقاها الأستاذ مارسيل دوديه على أن نظريته صحيحة كل الصحة، ولكن الحرب لم تمهله حتى يتم أبحاثه فقد فوجئ بصفارات الإنذار وهو في معمله. ولست أدري ماذا حدث له بعد ذلك وإن كنت آسفاً كل الأسف على أن بحثاً جليلاً كهذا وئد وهو في طفولته. . .
أ. . .
البحث مستمر
كتب صديقنا الأستاذ الصاوي يقول: إنه كان في باريس حين ألقى العلامة الفرنسي الجليل الأستاذ مارسيل دوديه محاضرته الخالدة عن (المسكن الجديد) وهو الكوكب الذي كان هذا العلامة الفذ يريد أن ينقل الجنس البشري إليه فراراً من الأكسجين الأرضي الذي يشعل في النفوس الغيرة والحقد والغيظ فيسبب بها الحروب والويلات والأهوال. . .
والحقيقة هي غير ما قال الأستاذ الصاوي، فأنا الذي كنت في باريس في ذلك الوقت، وأنا وحدي الذي حضرت هذه المحاضرة القيمة، ولقد رويت ما استقيته منها للأستاذ الصاوي عندما قابلته في اليوم التالي في مطعم (سان سوسي) حيث قال لي إنه هبط باريس منذ ساعتين فقط، وما كنت أظن الأمانة العلمية تهون على الأستاذ الصاوي إلى حد أن ينسب لنفسه الاستماع إلى ما لم يسمعه، وادعاء العلم بما لم يأخذه بنفسه على أهله
وإني استحلف الأستاذ الصاوي بالضفدعة التي أكلناها معاً في ذلك اليوم أن يعود إلى الحق فينسب الفضل إلى أهله وذويه
على أنه لا يهمني كثيراً أو قليلاً أن يأخذ عني الأستاذ الصاوي هذا الذي أخذه، فكم أخذت مني معلومات نسبها الآخذون إلى أنفسهم وهي لي أنا تعلمتها في رأسي هذا الذي أحمله فوق كتفي والذي كدت أنوء بأثقال العلم التي احتواها.
ومع هذا فإني سعيد. ومن أسعد من العالم الذي يرى علمه يتفشى في الناس، ويروج