للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[للأدب والتاريخ]

مصطفى صادق الرافعي

١٨٨٠ - ١٩٣٧

للأستاذ محمد سعيد العريان

- ٢١ -

شاعر الملك فؤاد

وهذا فصل آخر مما يتصل بموضوع الحديث عن الرافعي في النقد؛ إذ كان هو أول ما بين الرافعي والأستاذ عبد الله عفيفي؛ فإني لأقدم به للقول عن خبر ما كان يبنهما من الخصومة التي مهدت للرافعي من بعد أن ينشئ كتابه (على السفود) في نقد ديوان الأستاذ العقاد

في سنة ١٩٢٦ كان ناظر الخاصة الملكية هو المرحوم محمد نجيب باشا، وكانت السياسة المصرية تسير في طريق ذي عوج، مهد لطائفة من رجال الحكم والسياسة أن ينشئوا حزباً ينسبون إليه الولاء للقصر؛ فهيئوا لطائفة غيرهم من السياسيين أن يزعموا أنهم أولياء على حقوق الشعب، حراص على سلطة الأمة، فنشأت بذلك قوة بإزاء قوة، وتناظر سلطان وسلطان، وكان لكل طائفة لسان وبيان. . .

في تلك الآونة، تقدم المرحوم محمد نجيب باشا إلى الرافعي أن يكون شاعر الملك؛ فلقي ذلك العطف الكريم بحقه من الشكر والرضى وعرفان الجميل

وشاعر الملك أو شاعر الأمير لقب قديم في دولة الأدب، وله في تاريخ العربية تاريخ، منذ كان النابغة والنعمان، وزهير وهرم بن سنان، والأخطل وبنو أمية، والنواسي وأبو العتاهية في بني العباس، والبحتري في إمارة المتوكل، والمتنبي في بلاط سيف الدولة؛ إلى شعراء وملوك لا يحصيهم العد. ولا ننس في تاريخ مصر الحديث أن نذكر الشاعرين: أبا النصر، والليثي؛ وليس بعيداًعنا أمير الشعراء المرحوم شوقي بك (شاعر الحضرة الفخيمة الخديوية)، وقد كان من الولاء والحب لمولاه بحيث لم تطمئن السلطة الحاكمة إلى بقائه في مصر بعد خلع الخديو عباس، فنفته إلى الأندلس

ولقد كان شاعر الملك قبل الرافعي هو الشاعر المرحوم عبد الحليم المصري؛ فلما مات

<<  <  ج:
ص:  >  >>