كان كاتل السيكولوجي الأمريكي الشهير معاصراً لجولتن ومن تلاميذه وأتباع مذهبه وقد بحث باستيعاب موضوع الفروق السيكولوجية. درس كاتل في معمل جولتن بلندن، كما درس علم النفس التجريبي على يد فنت الألماني في معمل علم النفس الذي أسسه في ليبزج وتأثر به.
وتعتبر تجارب جولتن وكاتل أول مجهود علمي بذل في موضوع الفروق الفردية. ويحدثنا البرفسور ثورنديك تلميذ كاتل عن أستاذه فيقول (هذب أستاذي كاتل من طرق جولتن التي استعملها في قياس الفروق السيكلوجية بين الأفراد، وحاز اعتراف العلماء بما ابتكره من مقاييس القوى العقلية المختلفة. وبذلك جعل دراسة الفروق السيكلوجية فرعاً مستقلاً من فروع علم النفس. وكانت أبحاثه في الفروق العقلية ومقاييسها أول حلقة من سلسلة حلقات البحوث التي توالت بعد ذلك في السنوات العشر الأخيرة من القرن التاسع عشر. وبذلك وضع كاتل مقدمة موضوع السيكلوجية الفردية ويعزى إلى كاتل أنه أول من وضع اصطلاح (المقاييس العقلية) وذلك في سنة ١٨٩٠ حينما طبع ملخصاً لتجارب مقاييس الذكاء التي أجراها في معمله بجامعة بنسلفانيا
وكانت تجارب كاتل التي أجراها لمعرفة الفروق السيكلوجية منصرفة لقياس الذاكرة، والمخيلة، وحدة البصر والسمع، ومقارنة الألوان والمفاضلة بينها، والدقة في إدراك الأصوات والأوزان، والإدراك الزمني، ودقة إحساس الألم، وسرعة الإدراك الذهني، وسرعة الحركة ودقتها وتكييفها، وزمن الرجع أو رد الفعل
وأهم ما يوجه من انتقاد إلى هذه التجارب التي أجراها كاتل أنها أولاً: إنما تقيس فقط العمليات العقلية البسيطة كالذاكرة مثلاً، أو المخيلة، أو قوة الإدراك. وثانياً: إن الطرق الإحصائية التي استخدمت مع هذه التجارب لم تكن مضبوطة ومطردة بحيث تعطى نتائجها حكماً صحيحاً على ذكاء الأفراد. وإذا فلا يمكن الاعتماد عليها في معرفة الفروق العقلية
أثار كاتل باستخدامه زمن الرجع ضمن مقاييس الذكاء اهتمام معاصريه ومن تبعه من العلماء حتى أصبح زمن الرجع مقياساً لقدرة الفرد على التمييز والاختيار وسرعته فيهما.