للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فلسفة التربية]

تطبيقات على التربية في مصر

للأستاذ محمد حسن ظاظا

- ١٤ -

(إذا لم تكن البطالة ناشئة عن نقص في الشخص نفسه، فهي ناجمة من غير شك عن خطأ في روح تعليمه!!)

(إن من يأنف اليوم من حمل الفأس ومن تلويث يديه بالطين لن يصلح غداً لإصلاح أمره إذا ما ضاقت به الحياة وقسا عليه القدر!)

(لقد أفقدناهم الحماس وا أسفاه، وجعلناهم يقبلون على العلم بخمود دائب، وتحجر متواصل، وبطأ شديد!)

(من رسالة الدكتور جاكسن)

٤ - المتعلمون العاطلون

تبينت في المقال السابق بعض نواحي الضعف في التعليم الإلزامي وبعض وجوه الإصلاح، وسترى اليوم ناحية أخرى جديرة بالدرس والعلاج نظراً لما فيها من خطر شديد على كيان المجتمع القائم حاضره ومستقبله:

١ - العاطلون

أترى أولئك المتعلمين العاطلين؟ أتسمع عن جيوشهم في كل مدينة من مدن القطر؟ أتلحظ حقدهم على كل حكومة لم تسلكهم في سلوك الموظفين المجدودين؟ أتتبين تقاعدهم وتسكعهم وعجزهم عن المجاهدة في الحياة إزاء الأجنبي الدخيل؟ ثم نفورهم كبراً وتيهاً من أعمال البيع والشراء وغير البيع والشراء، مما يظنون أنهم لم يخلقوا له في كثير ولا قليل؟

ذلك هو المشكل الذي نبسطه اليوم ونعالجه على ضوء التربية والتعليم! والذي ينبغي على الدولة أن توليه من عنايتها نصيباً موفوراً نظراً لأن أولئك المتعلمين العاطلين خير تربة صالحة لإنماء المبادئ والأفكار التي فيها كما قلت الخطر كل الخطر على كيان المجتمع

<<  <  ج:
ص:  >  >>