كان قد صدر الحكم على المرأة الزانية، وكانت تعرف أنها سوف تعدم. . . إن الذين ألقوا القبض عليها، متلبسة بجريمتها، قادوها إلى الهيكل أمام الكهنة ورجال الشريعة، فأصدروا حكمهم عليها وفاقاً لشريعة موسى التي تقضي بإعدام الزانية رجماً بالحجارة. . .
كانت هذه الزانية هزيلة الجسم، وكانت ثيابها ممزقة وجهها دامياً من أثر الضرب الذي انهال عليها. . . وكانت لفرط ذعرها شبه ميتة، وقد ظلت ساكنة صامتة أمام قضائها. . . فلم تحاول أن تدافع عن نفسها، ولم تقاوم قبل ذلك الرجال الذين ألقوا القبض عليها وقادوها إلى الهيكل، أولئك الذين يدفعون بها الآن إلى المكان المعد لتنفيذ الحكم الصادر عليها. . .
على أنها بالرغم من مظاهر الضنك البادية عليها، كانت روحها مليئة بغضاً، ودمها يفور في عروقها غضباً. . . وكان واضحاً جلياً أنها لا تشعر بوخز ضميرها الهزيمة. . . فقد كان زوجها شديد القسوة في معاملتها، وكان يضربها ضرباً مبرحاً، ويحتم عليها أن تشتغل وتكد من غير أن يوجه إليها كلمة مؤاساة طيبة. . . لذلك لم تكن تعتقد أنها مدينة له بالأمانة والوفاء. . . وكانت نساء الحي يعرفن ما تقاسيه ويعجبن لصبرها على تحمل المضض، وطاعتها لأوامر زوجها، وأنها لا تقابل الشر بالشر. . .
وشعرت فجأة بالمصير الذي ينتظرها. . . فصرخت صرخة مدوية، وتراجعت إلى الوراء. . .
سمعت منذ نعومة أظفارها أحاديث كان الناس يتناقلونها همسا فيقولون: إنه يوجد في هيكل أورشليم مكان مخيف لا يقصده الناس إلا مرغمين؛ وكان هذا الموضع ساحة ضيقة في شكل مربع ذات أرض سوداء تحيط بها جدران عالية مشيدة بحجارة ضخمة. . . لم يكن في تلك الساحة مذبح، أو أقفاص حمام، أو مكاتب صيارف. . . لم يكن فيها غير كومة