(تنبيه - كل ما هو مكتوب هنا متخيل. وأنا يوافقني ويلائم مزاجي أن أجعل الكتابة على لساني)
- ٣ -
سألني صاحبي وهو يجلس:(إلى أين إن شاء الله؟) قلت: (يا صاحبي العجلة من الشيطان. اجلس أولاً، وتناول - ثانياً - شيئاً، ثم سل ما بدا لك بعد ذلك. على أني أستطيع أن أريح فؤادك القلق، فأقول لك أنا ذاهبون إلى القناطر الخيرية؛ فهل ارتاح قلبك يا مولاي؟)
فصاح بي وهو يخرج السيجارة:(القناطر؟. . . ماذا أخطرها ببالك؟. . . وماذا تصنع هناك في هذا الحر؟. . . شيء غريب!)
قلت:(يا أخي إنك تفاجأ بالخبر فتستغربه، أما أنا فقد أطلت التفكير في الأمر، وعرضت لي آراء شتى نفيتها واحدا بعد واحد، حتى استقر رأيي أخيرا على القناطر)
قال:(ولكن الجو حار الآن. . . الساعة العاشرة، وسنشتوي هناك؛ وأين يمكن أن نجد طعاماً أو شراباً؟) قلت: (لعلك تظن أن القناطر صحراء سيناء. . . ومع ذلك لا تخف أن تجوع، فقد أعددت لمعدتك كل ما تحتاج إليه من طعام و. . .)
قال:(ولكني رأيت السيارة ونظرت فيها فلم أجد شيئاً، وأخشى أن تكون - كعادتك - معتمداً على أنها مدينة عظيمة مقصودة من الناس، ثم نذهب فلا نجد شيئاً)
قلت:(بل ستجد كل شئ. والآن دعنا من حديث المعدة واسمع: إذا رأيت مني ما تنكر، أعني ما يخالف المألوف من عاداتي فرجائي إليك أن تذكر قول الشاعر:
إن من ساءه الزمان بشيء ... لحقيق إذن بأن يتسلى
(فهل أنت لبيب تكفيه الإشارة أم لا بد أن. . .؟)
وفي هذه اللحظة أقبلت الفتاة - أم تراني لم أخبر القارئ أن فتاة كانت ستقبل؟؟ على كل حال. . . المهم أنه - أعني القارئ - قد عرف أن فتاة قد أقبلت، ولا شك أنه استنتج من قولي هذا أنها وسيمة - ولا أبالغ فأقول جميلة - وأن الموعد كان مرتباً من قبل. ونظر صديقي إليها ثم إليّ وهز رأسه ووقف استعداداً لاستقبالها وتحيتها. وكان وجهه كالطماطم