للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[مسابقة الأدب العربي]

٢ - أخبار أبي تمام

للدكتور زكي مبارك

أقول مرة ثانية، وسأقول ألف مرة، إن هذا الكتاب شغلني وألهاني عن المهم من شؤوني، ولو كان الورق موجوداً على نحو ما كان قبل الحرب لرجوت وزير المعارف أن يشير بتوزيعه على جميع التلاميذ، ليخلق فيهم الإيمان بالأدب، وليشعرهم بقوة الروح عند أسلافنا الأمجاد

وقد كتب الأستاذ الجليل إسعاف النشاشيبي مقالا عن هذا الكتاب في مجلة الرسالة في أعقاب ظهوره، فليراجع الطلبة مجموعات الرسالة بمكتبات المدارس الأميرية لينتفعوا بمحصول ذلك المقال

مدرسة أبي تمام

نواجه الموضوع بعد تردد وتهيب، لأنه أخطر من أن يدرس بمثل هذه السرعة في الدرس، ولأن أبا تمام أعز من أن نطوف بأشعاره متعجلين

كانت النية أن أؤلف كتابا عن عبقرية أبي تمام بعد كتاب عبقرية الشريف الرضي، ولهذا حججت إلى مقبرة بالموصل لأسلم عليه، فعليه وعلى روحه الفنان ألف تحية وألف سلام!

وهل أنسى ما صنعت مع هذا الشاعر قبل سنين تزيد على العشرين؟

أنا أذكر أن في كتاب البدائع حديثاً هو عتاب على الحكومة العراقية في اهتمامها بقبر أبي تمام، وإغفالها نشر ديوان أبي تمام بصورة تليق بمكانته في التاريخ الأدبي

ويظهر أني أقول أكثر مما أفعل، فقد مضت أعوام ولم أؤد الواجب نحو هذا الشاعر العظيم، فلم يبق إلا أن أوجو مدير جامعة فاروق الأول أن يعفي الأستاذ محمد عبده عزام من التدريس سنة أو سنتين ليصحح ديوان أبي تمام تصحيحاً يرفع عنه آصار اللبس والتحريف

ولأبي تمام علينا حقوق، فقد نشأ بمصر بجامع عمرو ما سمع، فنبغ روحه نبوغا سيبقى على الزمان إلى أبعد الآماد

<<  <  ج:
ص:  >  >>