للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

حياة الرافعي

تقدير ونقد

للأستاذ أبو الفتوح رضوان

كتاب (حياة الرافعي) للأستاذ محمد سعيد العريان من أجدر الكتب الحديثة باحتفاء الأدباء، وأحقها بأن يتناولها القارئ تناول تمعن ودرس، وأن يقول الناقد فيه كلمة تضعه موضعه بين كتب العربية. (فحياة الرافعي) كتاب فريد في المكتبة لأن فن التراجم لم يستقم لأي من كتاب العربية حتى الآن.

نعم إن في العربية كتباً فيها تراجم لشعراء وأدباء طالت أو قصرت لكنها ليست من ذلك في شيء، إن هي إلا ذكر بعض أخبار الشاعر ونوادره أو بعض ما اتفق له مما يكون بين الإنسان وبين معاصريه. وقد تكون غالبية هذه الأخبار ملفقة مزورة صنعها الرواة إثباتاً لأمر يريدون إثباته أو تعالماً على غيرهم بأخبار الشعراء؛ أما ترجمة التي يقصد بها إلى تصوير المؤثرات التي خلقت أدب الأديب ووجهت شعر الشاعر ولونت فلسفة الفيلسوف، فليس وجود في العربية قبل (حياة الرافعي). ومن هنا وجب أن يختفي الأدباء بهذا الكتاب إذ كثيراً ما تموت فنون من الأدب لأنها وجدت فلم يلتفت إليها أحد. فإذا كان أدب الرافعي فصلاً منقطع النضير في الأدب العربي، فكتاب سعيد العريان عن الرافعي كذلك فصل منقطع النضير.

والكتاب حقيق بأن يختفي به أيضا لأنه عن الرافعي الذي أضاف إلى العربية ثروة ضخمة من المعاني والأساليب والبيان والفن، ثم عقه أدباء عصره فما كان أحد منهم ينظر إليه أو إلى أثر من آثاره إلا بعين مطروفة. ذلك في حياته، أما بعد وفاته فرحم الله أهل الوفاة. ولقد كتب أحدهم أخيراً مقالة عن أثر المرأة في أدباء العصر، فذكر من شاء إلا الرافعي، مع أن رسالة حزن أو سحابة حمراء أو ورقة ورد واحدة كافي لأن يضعه الإنصاف المزعوم في مقدمة من ذكر.

وثمة ميزة أخرى لهذا الكتاب، وهي أنه تاريخ حافل صحيح للأدب العربي في أحدث

<<  <  ج:
ص:  >  >>