وافق معالي وزير المعارف على اعتماد الكتب الآتية للقراءة الأدبية بالمدارس الثانوية في العام الدراسي القادم:
(الأيام - الجزء الأول) للدكتور طه حسين بك، و (الصديقة بنت الصديق) للأستاذ عباس محمود العقاد، و (نداء المجهول) للأستاذ محمود تيمور بك، و (الشاعر الطموح) للأستاذ على الجارم بك، و (عنترة) للأستاذ محمد فريد أبو حديد بك.
وذلك على أن يصرف إلى كل طالب كتاب من هذه الكتب على حسب ما يتقرر من طريقة التوزيع؛ وقد قصد بذلك أن تتصل أفكار الطلبة بالجو الأدبي العام، فيقرئوا كتبا مؤلفة للجميع لا خاصة بالمدارس، ولأول مرة تمنح المدرسة تلاميذها كتبا لم توضع عليها العبارة المشهورة المألوفة (قررت وزارة المعارف استعمال هذا الكتاب بمدارسها)، ولم يثبت على غلافها عديد من أسماء المؤلفين، ثم أعضاء اللجنة التي راجعت الكتاب، وقد بلغت هذه الأسماء في بعض الكتب ثلاثة عشر، وكم ناء بها كتيب صغير!
وسينفذ هذا القرار الأخير القاضي بتقرير تلك الكتب الأدبية العامة لجميع تلاميذ المدارس الثانوية، بشراء ما يلزم لهم منها، أي أن وزارة المعارف ستنزل إلى السوق الحرة كأي من الناس فتشتري لتلاميذها هذه الكتب بأثمانها، فتخرج بذلك على ما تتبعه من طبع الكتب المدرسية المقررة بالمطبعة الأميرية وتسعيرها على حسب نفقات الطبع المرتفعة، تلك الطريقة التي يستفيد منها المؤلفون، لا من حيث المكافأة القليلة التي ينالها كل منهم، بل من طبعها للمدارس الحرة بنفقات اقل من نفقات المطبعة الأميرية وبيعها بالسعر الرسمي المقرر، مما كان يؤدي إلى كثرة المؤلفين والمراجعين للكتاب الواحد.
ولا شك أن قرار وزارة المعارف الأخير ينطوي على كثير من المزايا الأدبية، في تثقيف الطلبة، والخروج بهم عن نطاق المواد الدراسية المحدودة، وتعويدهم القراءة الأدبية النافعة؛ وينطوي أيضاً على رغبة مشكورة في تشجيع المؤلفين، وإن كان الذين اختارت لهم الوزارة كتبا في غنى عن التشجيع، ولعله كان يصادف موقعه لو كان بينهم من هو أحوج إليه مع جدارته ولا يستطيع أحد أن يقول أن الإنتاج القيم محصور في طبقة معينة من