تسنى لي أن أستمع إلى الألحان التي وضعها الأستاذ عباس يونس لرواية القضاء والقدر فقلت: كيف لم تتح الفرقة القومية من قبل لهذا الشاب أن يبرز هذه الكفاية الموءودة بعد ما انتهى إلى أن تأريخه الموسيقى يشهد له بالتفوق
إن العمق في الموسيقى يحببها إلى ذوى الأفئدة النابضة من الناس، ولسنا نقصد بالعمق عمق المستنقع الراكد العفن، ولكنا نعني به عمق المحيط وعمق الفجر وعمق الليل، فمن الناس من يعجب بائتلاق في راد الضحى، وهو لا يدرك الجمال الخافت في اهتزاز السحر بين جوانح الظلماء
وعباس يونس فنان عميق أتمنى أن يستمع إليه الصديق الأستاذ عزيز أحمد فهمي فهو أقدر مني على تحليل فنه وعلى التسرب بإحساسه إلى أغوار موسيقاه. وليس يسعني هنا إلا أن أحمد للأستاذ الشاعر خليل مطران بك الأخذ بيد هذا المغني راجياً كل الرجاء وملحاً كل الإلحاح في إعطائه الفرص الكافية لإظهار مواهبه الغريزة فقد تجمع له الإلهام والطبيعة الفنية والأداة
السينما المحلية
كثرت في هذه الأيام الأفلام المصرية التي في سبيلها إلى الظهور، فشركة تلحمي تعد فلم (انتصار الشباب) لفريد الأطرش وإسمهان. وستديو لاما يعمل في فلم (صلاح الدين الأيوبي) وآسيا داغر وتوجو مزارحي وكثيرون غيرهما يواصلون العمل في أفلام عديدة تتراوح بين القوة والضعف. وإنا لنكبر هذه الروح التي تحفز أصحاب الشركات إلى الإنتاج، وخاصة في حالة الحرب؛ ولكنا نأسف كل الأسف حين نصطدم بحقيقة مؤلمة، وهي أنهم ينتجون لأن السينما صناعة رابحة تدر عليهم من المال ما ينسيهم جلال الفن السينمي ودقته؛ فتخرج أفلامهم إلى الناس عرجاء مشوهة، ولو توخوا العناية لخدموا الفن وخدموا أنفسهم، وإنا لفي انتظار المشاهدة. . .