للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حلوان المنوفية قويسنا]

للأستاذ أبو الفتح عطيفة

مدينة حديثة. . . يرجع تاريخ إنشائها إلى أوائل هذا القرن، بلدة جميلة تمتاز بطيب هوائها واعتدال مناخها وجفافه. تلك هي حلوان المنوفية أو مدينةقويسنا

تقع هذه المدينة عند خط عرض ٣٠، ٣٠ شمالاً وعلى خط طول ٣١. ١٠ شرقا وهي وبلاد مركزها تحتل الجزء الشمالي الشرقي من مديرية المنوفية.

وقد بنيت هذه المدينة في عهد المرحوم عبد الرحيم باشا صبري حين كان مديرا للمنوفيه ولذلك يسمى الجزء الحديث منها منشأة صبري، وقد اختير لبنائها بقعة رملية هي جزء من جبل قويسنا، ووجودها في هذه المنقطة الرملية هو الذي جعلها تشبه حلوان مناخا.

ظهور السلحفاة

يشاهد المسافر من القاهرة إلى الإسكندرية بعد عبوره لجسر بنها وعلى مسيرة خمسة أميال من بنها عدة بقع رملية تنتشر حول مدينة قويسنا شمالا وجنوبا وشرقا، تلك البقع أطلق عليها هيوم اسم ظهور السحلفاة، وهي بقع فريدة في بابها وغريبة في وجودها؛ إذ أنها هي البقع الرملية الوحيدة الموجودة في الدلتا باستثناء منطقة فاقوس.

ويطلق عليها الأهالي اسم جبل، وهذا ليس من الحقيقة في شيء؛ ولكن ندرة رؤيتهم للجبال وللبحار هي التي جعلتهم يتحدثون عن بحر النيل وبحر شبين وجبل بوغوص وجبل قويسنا وغيرها. ذلك أن هذه الجبال لا يزيد ارتفاعها في أعلى جهاتها عن سطح الأرض المجاورة بعشرة أمتار، وهي بهذا ليست جبالا بل ولا تلالا.

وقد حاول الجغرافيون تعليل وجود هذه البقع الرملية في تلك المنطقة واختلفت آراؤهم:

ذهب بعض الباحثين إلى أن هذه (الجبال) كانت جزائر رملية في وسط الخليج الذي تتكون منه الدلتا، فلما ردم النهر بطميه ورواسبه هذا الخليج وكون الدلتا بقيت هذه المرتفعات بعيدة عن أن تغطيها رواسب النهر وظلت قائمة بشكلها الحالي، ويؤيد هذا الرأي عدم وجود أية قواقع بحرية في تلم المنطقة. وأنا أعتقد أن هذا هو أسلم الآراء.

وهناك رأي آخر يذهب إلى أن هذه البقع الرملية هي من عمل النهر، وأن النهر قد قذف بهذه الرمال في أثناء موجة شبابه الأول وتركها في مكانها الحالي.

<<  <  ج:
ص:  >  >>