هذا كتاب في النقد، نقد الأدب المعاصر، جاء في أبانه، فقد أصبحت المكتبة العربية الحديثة كما قال المؤلف:(تستحق ناقداً ففيها أعمال أدبية ناضجة، وفيها مذاهب فنية متبلورة كما أن فيها محاولات واتجاهات تستحق الاهتمام، فالناقد خليق أن يجد له عملا في هذه الظروف الجديدة. . .)
وقد تناول المؤلف بالنقد في هذا الكتاب (كتباً) في مختلف أنواع الأدب، ومعها (شخصيات) مؤلفيها من شتى البلاد العربية، وحرص على أن تكون هذه الشخصيات (من جميع الأنماط والمستويات والاتجاهات) كما حرص على أن بصرر شخصية كل أديب تناول أحد كتبه بالنقد، (فالكتاب وصاحبه في هذا الكتاب موصوفان مرسومان مميزان)
لأشك أنك الآن عرفت معنى اسم الكتاب (كتب وشخصيات) وتصورت موضوعة على وجه الإجمال، ولا أسارع - كما فعل المؤلف في أكثر كتبه وشخصياته - فأعطيك (مفتاح) شخصية مؤلفنا، بل أرى أن نحول معا - أولا - في أنحائه، ونتعرف سماته وطرائفه على قدر ما تحتمله هذه العجالة.
بدأ الأستاذ سيد قطب بفصول في النقد العالم، بين فيها أصولا وأسساً نظرية للنقد، أهمها أو رؤوسها أن حق الناقد في الحكم على صحة الحالات النفسية والصور الذهنية رهن بالنسبة بين رصيده ورصيد الفنان من الآفاق النفسية، والتجارب الفنية على السواء.
وأن صعوبة فهم النصوص الأدبية لا ترجع إلى غرابة اللفظ ووعورة التركيب، أمنا (هي صعوبة التصور والإدراك بسبب نقص الرصيد النفسي من التجارب الحسية والذهنية والروحية)
و (أن الطبائع الفنية الممتازة، والنفوس الفنية الموفورة الرصيد، أقل عدداً في هذه الحياة من الطبائع الشائعة المكرورة والنفوس المحدودة التجارب).
وأن مادة الفن الأصيلة هي التجارب الإنسانية، ومهمته أن يعرضها ويصف جزئياتها، ويسجل الانفعالات التي صاحبتها وبصور ما أحاط بها من تصورات وأخيلة، وأن قيمة