يا شباب الوادي! خذوا معاني العظمة في نسقها الأعلى من
سيرة هذا العصامي العظيم. . . . . . . . .
- ١٩ -
وجاء يوم الانتخاب ففاز لنكولن وأصبح رئيس الولايات المتحدة، أصبح فالق الأحشاب الخليفة الخامس عشر لوشنجطون العظيم بطل الاستقلال. فكأنما كان مجيئه يومئذ من تدبير الأقدار لقرن اسمه في تاريخ أمريكا باسم محررها الأول فعليه اليوم أن يمسك بنيانها أن يخر من القواعد
وكان نجاح ابراهام محققاً قبل يوم الفصل بما كان لحزبه من جاه ونفوذ في أهل الشمال وهم أكثر عدداً وأحكم سياسة من أهل الجنوب، وذلك فضلا عن اتحاد كلمة ذلك الحزب ونشاط أعضائه بينما كان يتنازع الديمقراطيون ويتنابذون وكأن بينهم عداوة
على أن خصوم ابراهام يعيرونه بهذا الفوز إذ كانوا لا يعدونه فوزاً، فهم يقولون أن ما ناله منافسوه من الأصوات يربو كثيراً على ما ظفر به، هذا إلى أن عدداً من الولايات الجنوبية لم يجد عليه أهلها بصوت واحد. . . ولكن أصحابه يعلنون أنه الغالب فأنه ليندر أن فاز قبله أحد بمثل ما فاز به من الأصوات وإن بينه وبين دوجلاس أقوى منافسيه وأقدرهم لفرقاً كبيراً يشهد بغلبته وعظم مكانته. . .
وكان على ابراهام أن يقضي أربعة أشهر أخر قبل أن يحتفل بتسلمه أزمة الحكم فقضاها في سبرنجفيلد بينما كان الرئيس بيو كالون يكمل مدته بقضاء تلك الأشهر في البيت الأبيض في وشنجطون
ولبث ابراهام في سبرنجنفيلد يلقى زائريه كل يوم ويمشي في الطرقات بين الناس لا يجعل