[في إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب]
لأستاذ محمد إسعاف النشاشي
- ٧ -
ج ١٠ ص ٢٣٧: وعن النضر بن شميل قال: دخلت على أمير المؤمنين المأمون بمرو فقال: أنشدني أقنع بيت للعرب فأنشده قول الحكم بن عبدل:
إني أمرؤ لم أزل وذاك من الله أدي ... باً أُعَلِّمُ الأُدبا
لا أحتوي خُلَّةَ الصديق لا ... أتبع نفسي شيئاً إذا ذهبا
وجاء في الشرح: (أديباً في الأغاني قديماً (لا أحتوي) من الاحتواء وهو كونها له وتحت أمره (خلة الخ) يريد زوجة صديقه
قلت: شميل جاءت بكسر الياء وتشديدها وهي - كما قال ابن خلكان -: بضم الشين المعجمة وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها لام. . .
(قديماً) كما روى الأغاني خير من (أديبا)
(أعِّلم الأُدبا) هي أُعِّلم الأَدبا)
وهو يعني أدب النفس، ومن هذا الأدب ومن القناعة ألاّ يقول: أعلِّم الأدباء.
(لا أحتوي) هي (لا أجتوي) أي لا أكره وأمل.
و (الخلة) هنا هي الصداقة لا زوجة صديقة. والخلة بالكسر: المصادقة والموادة والإخاء. والبيتان تليهما في الكتاب أبيات.
* ج ١٢ ص ٢٧٧: وله (علي بن ثَوْران الكندي):
هتك ادمع بصوب الهتَنِ ... كلَّ ما أضمرت من سر خفيّ
يا إخلائي علي الخَيف، أما ... تتقون الله في حثّ المطيّ!
قلت: لا تشدد الياء في (خفي والمطي) حتى لا يختل الوزن:
و (بصوب الهتن) هما (بصوبٍ هتِنٍ) وهتن بكسر التاء. وهذه اللفظة (هتن) لم تجئ في شعر قديم وصل إلينا، ولم يذكرها معجم نعرفه. وقد استعملها المتنبئ في هذا البيت في إحدى قصائده:
العارض الهتن ابن العارض الهتن ابن ... العارض الهتن ابن العارض الهتن