للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[خواطر مسموعة:]

حلم ويقظة

للأستاذ حامد بدر

سئمت نفسي هذه الحال، فعللتها بالآمال، وسبحت فيما يسمونه الخيال، مفكراً في موقف القوم، بين الأمس واليوم، حتى غلبني النوم. ورأيت فيما يرى النائم جحفلاً من الشباب، يحكم الصعاب، بعزمات صلاب. فسألت أحدهم: إلى أين؟ فأجاب: لن تنام لنا عين، حتى نقضي هذا الدين. ولن يهدأ لنا بال، حتى ننال الآمال، فليس مع الطلب محال. وكلنا أبى ألا يذل، مجاهد لا يمل، مطالب بوطن مستقل. نحن بنو الحضارة، والعزمة الجبارة، والمفرط أولى بالخسارة!. .

ألا إن الجهاد ليس بهين، وقديماً قيل إن الطلب اللين، يضيع الحق البين! مصر لنا لا للغرباء، والدار ليست للنزلاء، والحق كل الحق في وجوب الوحدة والجلاء. فكرة قد اختمرت في الرءوس، آمن بها الرئيس والمرءوس، وغضبة فرعونية ضاقت بها النفوس. وهل يقدر شاذ أن يأخذ ويدع، فيما عليه الرأي قد اجتمع، والحق أحق أن يتبع؟

فقلت: شقوا طريقكم، في ظل مليككم، والله وليكم!

ولما كانت الدعوى صريحة، والحجة صحيحة، والقضية نزيهة، والمطالب وجيهة، فإن الحكم أقر، بأن لا مفر، من أن الغريب يفر، ولا يستقر. وعلى أثر الحكم تم الجلاء، وزال الغلاء، وذهب البلاء! وسمعت نشيداً يهز السامع. ويرن في المسامع، ويأخذ من القلوب بالمجامع. . وفجأة أفقت من السبات، ولم أحفظ من الأبيات، سوى ما هو آت:

زها العصر زها العصر ... وجاء الفوز والنصر

فلا ظلم ولا قسر ... عليك اليوم يا مصر

فعيشي وليعش سوداننا ومليكنا الحر

بلادي: لست للغربا ... ولست لغاصب غصبا

فبالجد اقهري النوبا ... وقولي: قضي الأمر

وعيشي وليعش سوداننا ومليكنا الحر

لنا السودان والنيل ... هما للملك إكليل

<<  <  ج:
ص:  >  >>