وأنا موقنة أيها المؤيدون أنكم يومئذ لن تسمعوا من المرأة إلا رأياً واحداً عن وظيفتها في الحياة؛ ستقول لكم كلمتها الحاسمة في هذا الموضوع حين تقول:(إنني ملكة في مملكتي الصغيرة فهيهات أن أخضع للإغراء فأنزل إلى مرتبة السوقة في الأعمال!!)
أرأيتم تلك المديرة الأجنبية التي استخدمتها تلك السيدة الرجلة لتدير بيتها، أرأيتموها هناك إلا لتطلع على عوراتنا وتكشف عن عيوبنا حتى إذا عادت إلى قومها قالت ما لا يسركم أن يقال!
لقد ذهب فلان إلى أوربا فعاد بزوجته أجنبية، ومثل فلان هذا كثير من شباب مصر، وتسأله: لماذا آثرتها على بنات العم وبنات الخال؟ فيجيب: لقد تزوجت أجنبية لأني لم أجد مصرية واحدة أهلاً لأن تكون لي زوجة!
لماذا؟ لجمالها؟ لا، إن في مصر لجميلات يزهين على جميلات العالم. لأدبها؟ لا، إن المصرية لأكثر أدباً من صاحبته، إن مقاييس الآداب تختلف باختلاف البلاد، فما رآه منها لا يمكن أن يعد أدباً عند المصري. لثقافتها؟ لا، إن الرجل المصري لا ينظر إلى ثقافة المرأة حين يهم أن يختار الزوجة. لحسبها وأهلها؟ ولا هذه أيضاً أيها السادة، فليس يبحث عن الحسب والأهل من لا يعرف خالاً لأولاده. إذن فلماذا لماذا؟
لشيء واحد أيها السادة، قد يكون له شبهة من الحق في الاحتجاج به، هو أنها سيدة بيت، وسيدات البيوت بين بنات مصر قليل.
ويلي عليكن أيتها المصريات! أين حيلتكن في مزاحمة المرأة الأجنبية التي غلبتكن على قلب أبناء العمومة وأبناء الخئولة من المصريين فاستأثرت باحترامهم من دونكن؟
أرينا أيتها الفتاة كيف تنجحين في هذه المزاحمة بادئ بدء. فإذا بلغت الغاية فانظري إلى الناحية الأخرى وطالبي بما شئت من الحقوق في مزاحمة الرجل. . .
أراني أنظر إلى موضوعي نظرة محلية، وأحصر فكري منه في محيط ضيق؛ وظني أن منافسي في الرأي لا يعنون إلا الكلام العام في المحيط الكوني العام إذ يتحدثون عن