للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مزاحمة المرأة الرجل في ميدانه

معذرة: إن بيتي يحترق، أفيكون من حقي حينئذ أن أتحدث في شئون جاري وأنا أولى بنفسي وأحق بالنظر إلى شأني الخاص؟

كم يغيظني ويحرج صدري أن يسألني سائل: لماذا تؤهلين نفسك من وظائف الحياة بعد التعليم؟

ليس عندي إلا جواب واحد أيها السائلون الملحفون، هو جواب كل مصرية تعتز بجنسها وتباهي بكرامتها: (إنني أؤهل نفسي لأكون امرأة، امرأة كاملة تعلم أن الطبيعة زودتها بأسلحتها لتكون امرأة وحسب، فإذا انحرفت بي ظروف الحياة فكنت غير ذلك فلا علي، ولكنكم تسألونني عنا أريد، فهذا ما أريده وما علي أن أعمل له، وعلى الله ما سيكون!)

حدثوني عن المتعلمات اللاتي يعملن عمل الرجال: كم واحدة منهن نجحت في إنشاء بيت وتكوين أسرة؟ لديكم الإحصائيات العامة فارجعوا إليها ثم حدثوني حديثكم.

ستحاول واحدة أن تفلسف وتعلل وتزعم وتدعي، ثم تقول في النهاية: إن هؤلاء لم يخفقن في حياتهن حين أخفقن في إنشاء بيت، إنهن لم يظفرن بالأزواج ولكنهن ظفرن بما هو أغلى عند المرأة من الأزواج!.

أحقاً تقلن يا زميلاتي؟ فليكن! ولأزعم معكن أنهن حين أخفقن في إنشاء البيت ظفرن بما هو أغلى، وأغلو في الزعم فأقول إنهن ظفرن بما هو أغلى وما هو أغلى، وإن خيراً للمرأة أن تكون رجلة من أن تكون زوجة. ولكن. . ماذا يكون إذا صارت هذه هي القاعدة؟ أيتها الطبيعة، لدي للأمة أطفالاً من غير أمهات، لأن النساء يتأبين على وظيفة الأمومة، أو فاعدلي أيتها الطبيعة وقولي للرجال:

لماذا لا يلدون للأمة مادام للنساء عمل غير الأمومة. . .؟

إنني أستحي لكم أيها المؤيدون! إنني لأشفق عليكم أن تكون هذه وظيفتكم في غد!

وإني لأخاف يا زميلاتي العزيزات لو صحت هذه الدعوة أن أراكن وحدكن في الميدان وقد هرب الرجال إلى البيوت ليقوموا بعمل آخر. . .! أرأيتن لو أن الرجل آمن وأطاع وأعطاكن الحق في أن تعملن عمله في السوق، وفي الديوان، وفي الحقل، خلا لكن الميدان فليس فيه إلى جانبكن رجل واحد، أكنتن حينئذ تصررن على هذه الدعوى فتزعمن أنكن

<<  <  ج:
ص:  >  >>