أقدر على عمل الرجل؟ أم تعدن معولات باكيات تشكون عسف الرجل وقسوته وجبروته؟
وهل تطيب لكن الحياة يومئذ بناحيتيها: ناحية العمل وناحية العاطفة؟
الآن لا أسمع إلا جواباً واحداً: لقد انتصرت، لا، بل قد انتصرت الطبيعة، لا، بل قد انتصرت المرأة وعزت مكاناً عند نفسها وعند الرجال.
ولكن صوتاً واحداً فرداً مازال يهمس هناك، إنني أسمع من يقول: وحين يذهب الرجال إلى الحرب فلا يبقى في المدينة إلى جانب النساء أحد إلا. . .؟ وحين تأكل الحرب الشباب فيربى النساء عدداً على الرجال؟ هذا سؤال. . .
إن في الإسلام العلاج لكل مشكلات البشرية، وهذه مشكلة أعد لها علاجها منذ ألف وثلاثمائة وخمسين سنة، يوم أعطى المرأة التي لا تجد لها زوجاً، الحق في أن تطالب أختها المتزوجة - أعني أختها في الإنسانية. . . أن تطالب أختها هذه بنصف رجلها أو ثلثه، أو ربعه، ولا تبذل نفسها في علم ما لا ينبغي أن تعمل، أعني عندما أباح تعدد الزوجات للرجل الواحد
إن تعدد الزوجات ضرورة لتعالج ضرورة، وهو نعمة على المرأة وإن عدتها أكثر النساء نقمة، وما يجعلنها نقمة إلا لأن أكثر الرجال مع الأسف لم يفهم حكمة الله فيما أباح وشرع. اسألوا المرأة التي تكسد سوقها في مثل هذه الضرورات الحربية ولا تجد من يعولها: أخير لها أن تكون بلا زوج، أو أن يكون لها نصف زوج؟ إنكم تعرفون الجواب.
ولكن مالنا نتحدث عن الضرورات، ومالنا نستشهد بفلانة وفلانة ممن زاحمن الرجال فزحمنهم، وطاولنهم فطلن عليهم. إنني لا أريد أن أعرض لذلك.
هبوا أن المرأة تقوى على عمل الرجل كالرجل، بل هبوها أقوى منه، وهبوا نساءً كثيراتٍ نجحن فيما أخفق فيه الرجال وبرزن فيما قصروا فيه، فهل هؤلاء كل النساء وكل الرجال؟ وهل هذا يعطينا الحق في أن نقول لكل امرأة: إنك تستطيعين أن تكوني رجلاً إذا أردت؟ هيهات إلا أن يستطيع كل رجل أن يكون امرأة وأماً ومديرة بيت.
هيهات! هيهات! إن المرأة هي المرأة ما في ذلك شك، وإن كل امرأة لتشعر في نفسها بأنها امرأة، حتى لو استطاعت أن تصطنع لوجهها شارباً ولحية، ولكنها مع ذلك تحاول أن تكون رجلاً، وفي هذه المحاولة نفسها البرهان كل البرهان على أنها لا تستطيع، ولقد يدفعها الغلو