للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة المرأة]

الإسلام (والأتيكيت)

الأتيكيت أو الآداب العامة

دراسة وتحليل

للآنسة زينب الحكيم

نصت الشرائع السماويةُ كلها، على مراعاة الآداب العامة في مختلف نواحي الحياة الاجتماعية. وإذا أنا اخترت أن أبين نسبة آداب الفرنجة إلى الآداب الشرقية وعلى الأخص الإسلامية منها، فما ذلك إلا لشدة الشبه بين هذه وتلك، ولأن في الإسلام وهو دين الاجتماع والتشريع الإنساني الرفيع - ما لو عرفناه وعملنا به - لما احتجنا إلى التقليد والنقل، مما تضيع معه قوميتنا الشرقية، وتتلاشى به شخصيتنا المصرية

ولقد اطلعت على كتب كثيرة شرقية وأجنبية في هذا الصدد حتى كوّنتُ فكرةً تحليلية عن الآداب العامة ونشأتها

فمجمل الكتب الشرقية (الإسلامية على الأخص) تشير إلى إنه من الواجب على الإنسان كفرد، وعلى الأمة كجماعة، أن تقوم بواجب الآداب العامة نحو الخالق الذي أوجدها سبحانه وتعالى؛ فتقر بفضله تعالى عليها - وتعتبر هذه أول خطوة في الآداب - ثم المحافظة على ما ورثته من نظم، وأن تتبع هذه النظم، وتسير على مهل في سبيل الانتقال بها من طور إلى طور أكمل منه في غير اهتزاز وعنف. كل هذا يكون الميراث التقليدي الأدبي، ونكون قد تدرجنا على شبه ما تدرج بالبرية موجدها الأعلى من مهدها ومن زمنها الأول وإلى الآن

والأديان السماوية أدل شيء على هذا التدرج المعتدل، فإن من يترسم خطى هذه الأديان، يلحظ سمة الطفولة على التوراة، ويرى سذاجة الفطرة والتضحية في الإنجيل، ويميز اتسام القرآن بسمة الرشد، ومدى النضوج العقلي الذي يعتمد عليه الإنسان للسير في الحياة وقد هُيئ له من أمره رشد

ولهذا فإن قائد الأمم أخلاقها وطباعها، والحاجة والزمان هما الكفيلان بإعداد النظم الجديدة،

<<  <  ج:
ص:  >  >>