الشاعر الإيطالي ليونلو فيومي، من أشهر حملة الأقلام في هذا العصر، وقد أوقفه كبار النقاد في أوربا والعالم الجديد إلى جنب جبرائيل دانونزيو في تاريخ آداب القرن العشرين
إن ليونلو فيومي يكتب وينظم باللغتين الإيطالية والفرنسية، وله مؤلفات وترجمات عديدة في التاريخ والعلم والأدب؛ وهو يصدر في باريس منذ تسع سنوات مجلته (دانتي) باللغة الفرنسية، وهي منتشرة بين الطبقات المثقفة ويكتب فيها عدد من أشهر رجال العلم والأدب
وقد أصدر ليونلو أخيراً ديواناً من الشعر المنثور باللغة الفرنسية بعنوان (صدر عن الأرخبيل) كان له دوي في عالم التجديد الأدبي، وترجمت منه قصائد إلى لغات عديدة. وقد رأى أصدقاء الشاعر أن قصيدة (نذر) من الديوان قد اختارها عدد وفير من المترجمين فاستكملوا ترجمتها إلى ست وعشرين لغة منها الصينية واليابانية والأرمنية والتركية. وقد طلب لينا أن ننقل هذه القصيدة إلى اللغة العربية، فنزلنا عند إرادة اللجنة التي تولت نشر هذا الديوان لقصيدة واحدة وقد أرسلته إلينا فرأينا أن نقدم لقراء الرسالة ترجمتنا آملين ألاَّ نكون قصرنا في هذا المضمار الذي تسابقت فيه لغات الدنيا في معرض البيان. ولعلنا أثبتنا أن أم اللغات هي المجلية بما فيها من مرونة وجزالة وبلاغة تقتنص المعاني فتوردها بروعة تفوق روعة أصلها
نذر
ما تجلَّيتِ لي ولن تتجلى إلا كلمح السراب؛ لذلك أتوق إلى أن أقيمك تمثال عذراء، أيتها الزنجية، أسوة بالأقدمين من أبناء إيطاليا الذين كانوا يُبدعون من نساء أحلامهم رسوماً يناجيها المتعبِّدون
أنَّ أُمنيتي هي أن أطبع على رافدة هيكلٍ في (المارتينيك) صورة عينيك المتوهجتين بلمعان الماسة الربداء لأقف أمامهما متوسلاً بغير لغة الكلام، وقد أشجاني الاضطراب، أن تقرّ عيناي لحظة عليهما، فأجيل ناظريَّ على غدائر شعرك الجعد الفاحم المنعطف كالجدول إلى ما وراء أذنيك وأرسم منشى أنفك الخافقين كأنهما جناحا طائر صغير. وكأنهما ينفتحان برعشة الشهوة لاستنشاق عطور جزيرتك المسكرة هابة من منابت الكاكاو والروم والفانيلا