للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

روائع الفن العالمي:

يقول (جيبو) في كتابه (علم الجمال): لا يخلد من إلياذة هوميروس إلا صلاة عجوز وابتسامة وداع بين زوجين. . .

ويقول (رومان رولان): لا شئ يؤثر على النفس تأثير تحفة فنية صاغتها يد فنان وكونها حذقه وتفكيره، فإذا سمع المرء إيقاع (بيتهوفن) الموسيقي أو تأمل لوحة من لوحات (رامبرانت) نسي ذاته وذابت أنانيته وشاهد الطيبة تتدفق من تلك القلوب الكبيرة ولمع في ناظريه شعاع ذكائهم. . .

ذكرت هذا الكلام وأحسسته في نفسي وأنا أنقل النظر والفكر من لوحة إلى لوحة في المعرض الدولي للفن الحديث الذي أقيم بالسراي الكبرى بالجزيرة وتفضل جلالة الملك بافتتاحه يوم الأحد الماضي وشاهده كثير من رجالات الدولة وكبرائها، ومحبي الفنون وهواتها.

وقفت أول ما وقفت في القسم المصري بالمعرض فاستغرقني التأمل في كثير من اللوحات الخالدة، أعجبني (الفرسان الثلاثة) لمحمد حسن بك و (بنات البحر) للأستاذ محمد سعيد و (الذكر) لمحمود سعيد بك، وهكذا أخذت أتأمل جميع المعروضات المختلفة في هذا القسم للمرحوم المثال مختار والمرحوم سحاب ألماظ والأساتذة جابر وأحمد عثمان وسعيد الصدر والسيدة إيمي نمر، ولكني أعجبت إعجاباً خاصاً بذلك الاتجاه الشعبي الذي اتجه إليه الأستاذ محمد مصطفى عزت في لوحته (قهوة بلدي في خان الخليلي)، وفي صورته الرائعة (نهر النيل)، وقد بلغني أن هذه الصورة الرائعة حظيت بالرضا السامي من جلالة الملك فأثنى على صاحبها ولا عجب أن تتجه عواطف ملك النيل وراعيه إلى (النيل).

وانتقلت بعد ذلك إلى القسم الفرنسي فشاهدت ما ضم من أعمال فنية رائعة في الرسم والنحت، وقطع نادرة من السجاد والتحف والنقوش وكلها تنطق بالشعر والجمال.

وفي القسم البريطاني شاهدت مجموعة من المطبوعات الملونة يرجع تاريخها إلى القرن التاسع عشر، وأربعين لوحة تصور عدة مناظر مختلفة وأكثرها مناظر علمية واقعية وهي الروح التي تسيطر على الفن الإنجليزي.

<<  <  ج:
ص:  >  >>