أما في القسم الروسي فقد استوقف نظري صورة البطولة (ثلاثة أبطال من التاريخ) و (أغنية البطولة) و (سباق)، أليست هذه الصور صورة تمثل روسيا في بطولتها وفي سباقها أصدق تمثيل. . .
وكان آخر المطاف بالقسم الأمريكي، وفي هذا القسم عرضت المجموعة التاريخية الفنية لجمعية الفنون الدولية وهي تشتمل على ستين صورة أمريكية يرجع تاريخها إلى القرنين التاسع عشر والعشرين. وكلها من أروع ما أخرج الفنانون الأمريكيون
قال صاحبي بعد أن انتهينا من مطافنا: أنظر. إن الفن بقوته وروعته يعلو على جميع الأطماع الإنسانية ويحطم جميع الفوارق، ألا ترانا هنا نوزع إعجابنا على المصري والإنجليزي والفرنسي والروسي والأمريكي من غير تفريق ولا تحيز، ولكنا لا نحتمل هذا ولا نستسيغه في المجال السياسي والزحام الدولي.
في معرض الآثار العربية:
وأقامت دار الآثار العربية معرضاً افتتحه معالي وزير المعارف في الأسبوع المنصرم وحضره كثيرون من هواة الآثار الفنية والمعنيين بالدراسات التاريخية والأثرية والأدبية، وقد عرضت الدار في هذا المعرض أكثر من مائة وخمسين قطعة لا يعرف تاريخها بالضبط ولهذا سمتها الدار بالآثار غير المعروفة وإن كان من المرجح أن أقدمها لا يسبق في وجوده القرن التاسع الميلادي كما أن أحدثها لا يتجاوز القرن الخامس عشر.
وتشتمل هذه المعروضات على حلي من الذهب الخالص وقطع من القاشاني الفارسي الجميل والزخرف المزوق ونسائج من الصوف البديع وغير ذلك من الزجاج المضيء والصور التي تؤرخ عصرها بما تحمل من طابع الذوق والفن. ومن أروع ما شاهدت مجموعة أثرية نادرة من مختلف القطع كان المغفور له علي إبراهيم باشا قد أوصى بعرضها قبل وفاته بأيام
ولقد شاهدت هذا المعرض، وقضيت ساعة كاملة أتفحص ما فيه من القطع الأثرية الغالية النادرة ثم خرجت وكأني قد استوعبت كتاباً ممتعاً في تاريخ الحضارة الإسلامية، بل لقد تمثل لي فيما شاهدت متعة فنية وفائدة عقلية مما لا يمكن أن يتمثل في قراءة أي كتاب، ذلك لأن الآثار تحمل طابع الذوق وطابع العقل.