على أن مما يؤسف له أن هذا المعرض وأمثاله لا يستلفت في مصر إلا أنظار الهواة لهذا الفن، أعني عشاق الآثار والتحف القديمة، مع أنه معرض ثقافي يجب أن يهتم به طلاب الثقافة من كل لون، وهذا يرجع إلى ضعف الاهتمام بهذه الناحية في مدارسنا وفي دراساتنا، بل إن وزارة المعارف نفسها لا تزال تنظر إلى هذه الناحية على أنها من مظاهر الكمال كما يقولون فلا تبذل لها من العناية والاهتمام ما يجب، أليس من المؤلم أن تضيق دار الآثار العربية منذ سنوات بمحتوياتها، وترتفع بذلك الشكوى إثر الشكوى ولكن لا سميع ولا مجيب، وكأن الأمر لا يعني وزارة المعارف في كثير ولا قليل. . . حقاً إنها حال تدعو إلى الأسف. . .
ذكرى الأستاذ الأكبر مصطفى عبد الرزاق:
تألفت لجنة برياسة الأستاذ الكبير أحمد لطفي السيد باشا لتخليد ذكرى المغفور له الشيخ مصطفى عبد الرزاق، وقد أهابت هذه اللجنة بأصدقاء الفقيد وتلامذته ومريديه والمخلصين للدراسة والبحث العلمي أن يسهموا في مساعدة اللجنة على إنشاء جائزة باسم الفقيد الكريم لتشجيع الدراسات الإسلامية في مصر.
وإنها لفكرة طيبة، نرجو أن لا تكون نخوة يثيرها الحزن على فقد ذلك الإمام ثم تخبو شأن فكرات لها مماثلة، كما نرجو أن تنهض هذه اللجنة بما يجب نحو ذكرى الفقيد من جمع آثاره ونشرها وإذاعتها إلى جانب ما تهتم له بإنشاء تلك الجائزة العلمية، ونحن نعرف أن الشيخ مصطفى عبد الرزاق قد أنفق حياته الحافلة للصالح العام، فخدم الأزهر، وخدم الجامعة، وخدم الوزارة، وخدم في ميدان الثقافة العامة، كما خدم في هيئة سياسية لها مكانتها، فهل لهذه الجهات أن تجتمع كلها ظهرة واحدة على تخليد ذكراه وإحياء تراثه وإذاعته؟ إنها لو فعلت ستؤدي شيئاً له قيمته وخطره، وستنهض بالواجب على أتم ما يكون الواجب، ولكن هيهات، فإن شعورنا نحو من نفقد من رجالنا يتضاءل بمرور الأيام، ورحم الله شوقي إذ يقول:
يزار كثيراً، فدون الكثير ... فغباً، فينسى، كأن لم يزر