للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

نهض جماعة من تلامذة الأب الكرملي ومريديه الذين انتفعوا بعلمه واغترفوا من بحره لتخليد ذكرى أستاذهم وشيخهم فرأوا أن خير سبيل في ذلك هو إحياء تراثه ونشر كل ما يعرفون من آثاره، وخاصة ما ترك من مؤلفات لم تطبع، وما كتب من مقالات لم تظهر، على أن يضيفوا إلى هذا كل ما كتبه الكاتبون عن ذلك الباحث العظيم الذي خسرته اللغة العربية وخسره العلم والأدب.

ويقولون إن مثل هذه الآثار التي تعدها الجماعة للنشر (رسائل) تبودلت بين المغفور له أحمد تيمور باشا والأب الكرملي، وهي رسائل تدور على مناقشات وتحقيقات في اللغة والأدب والتاريخ ويقوم بطبع هذه الرسائل والتعليق عليها الأستاذان كوركيس عواد وميخائيل عواد وهما من تلامذة الفقيد وخاصته.

وإلى جانب هذا تهتم لجنة التأليف والترجمة والنشر في وزارة المعارف العراقية بإخراج مؤلفات الفقيد وطبعها طبعاً محققاً مصححاً حتى يعم النفع بها من جهة، ويكون إخراجها براً بذكرى الكرملي من جهة أخرى.

وهذا شعور كريم، وعمل خير وبر، خير حيث يتيسر الانتفاع بتلك الآثار الجليلة، وبر لأنه دلالة وفاء لذكرى رجل وقف حياته على خدمة العلم، ويا حبذا لو نهجنا هذا النهج في إحياء ذكرى أدبائنا وعلمائنا بأن نحرص على آثارهم من الضياع، ونضن بمخلفاتهم أن تباع، وأن نقوم بطبع كل ما تركوه من مؤلفات، وإذاعة ما أبدوا من آراء وتحقيقات، فإن هذا كله أجدى وأنفع من تلك الحفلات التقليدية التي نقيمها، وتلك الخطب (التأبينية) التي نتفضل عليهم بها، وهي خطب لا نفع بها للأحياء ولا بر فيها بالأموات.

ذكرى اليازجي:

احتفلت لبنان في الأسبوع الماضي بذكرى مرور مائة عام على مولد الشيخ إبراهيم اليازجي، وأذاعت محطة الإذاعة هناك بهذه المناسبة برنامجاً حافلاً اشترك فيه كبار الأدباء والشعراء وفي طليعتهم الشاعر الكبير شبلي ملاط بك إذ ألقى قصيدة عامرة صور فيها عصر اليازجي وحظه في عصره أقوى تصوير وأروعه.

وإن مما يؤسف له أن تمر هذه الذكرى فلا يشعر بها أديب أو شاعر في مصر، ولا تهتم

<<  <  ج:
ص:  >  >>