للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أزواج وزوجات]

للكاتب الإنجليزي يوسف أديسون

للسيدة الفاضلة ماهرة النقشبندي

أخبرني صديقي ويل هوني كومب منذ أكثر من نصف سنة أن في نيته أن يجرب الكتابة في جريدة السبكتاتور، وأنه يرغب أن تكون كتابته عن طريقي إلى القراء. وفي هذا الصباح تسلمت منه الرسالة التالية. وبعد أن صححت بعض الأخطاء الإملائية فيها، أقدمها إلى القراء.

عزيزي محرر السبكتاتور:

قبل ليلتين كنت في جماعة لطيفة من شباب الجنسين، وكنا نتحدث عن بعض مقالاتك التي كتبتها في موضوع الحب الزوجي، فنشب بيننا نزاع حاد حول عدم وفاء الأزواج في الحياة بالنسبة إلى الزوجات، وقد انبرى أحد المدافعين عن المرأة وقص علينا قصة حصار مشهور في ألمانيا، وقد وجدت إنني ذكرتها في معجمي التاريخي كما يلي:

عندما حاصر الإمبراطور كونراد الثالث جولفيوس، دوق بافاريا في مدينة هنسبورغ، وأتضح للسيدات أن المدينة لن تثبت طويلا، التمسن من الإمبراطور أن يسمح لهن بالخروج منها حاملات ما يستطعن حمله. ولما كان الإمبراطور واثقاً من أنهن لا يستطعن حمل كثير من الأشياء، فقد أجاز لهن ما التمسن. ودهش الإمبراطور من رؤية النسوة وهن خارجات يحملن أزواجهن على أكتافهن! فتأثر من هذا المنظر حتى طفرت الدموع من عينيه، وبعد أن أشاد بحبهن الزوجي، وهب لهن أزواجهن وعفا عن الدوق.

ولكن السيدات لم يطربن لهذه القصة وسألننا في نفس الوقت، إن كنا نعتقد في قرارة أنفسنا أن رجال أية مدينة في بريطانيا العظمى، لو كانوا في نفس الأزمة، ومنحوا نفس المنحة، هل كانوا يحملون نساءهم أو كانوا يسرون من هذه الفرصة التي أتيحت لهم للتخلص منهن؟ وقد أجاب صاحبي تووم وابروت الذي جعل من نفسه محاميا عن جنسنا قائلا:

إنهم إن لم يفعلوا ما فعلت السيدات فسيستحقون أعنف اللوم مع اعتبار أنهم أقوى منهن وأحمالهم ستكون أخف كثيراً.

وبينما كنا نخوض في أحاديث من هذا النوع تسلية لنفوسنا وقتلا للوقت الذي أصبح مملاً

<<  <  ج:
ص:  >  >>