والآن فلنستخدم تعرفين جديدين كان يحق لنا أن نستخدمهما من قبل. لنطلق كلمة (المحتوى الظاهر للحلم) على الحلم كما يرويه صاحبه. ولنطلق كلمة (المحتوى الباطن للحلم) على المعنى الخفي الذي نصل إليه عن طريق الأفكار المترابطة. ولننظر بعد ذلك في العلاقة التي بين المحتوى الظاهر والمحتوى الباطن في الأمثلة السابقة. نرى في المثال (١) أن المحتوى الظاهر للعنصر الذي اختبرناه من الحلم عبارة عن جزء صغير من المحتوى الباطن، ولكنه جزء قائم بذاته أي أن قطعة صغيرة من بناء عقلي ضخم في منطقة اللا شعور قد استطاعت أن تتخذ طريقها إلى المحتوى الظاهر. وقد تبدو هذه القطعة في أحيان أخرى على هيئة إشارة أو تلميح إلى شيء مجهول. ومهمة التفسير هي العمل على إتمام هذا البناء العقلي الذي تنتمي إليه تلك القطعة أو ترمز إليه تلك الإشارة. أما في المثال (ب) فإننا نعثر على علاقة من نوع جديد. فالمحتوى الظاهر ليس تحريفاً للمحتوى الباطن بالقدر الذي هو تمثيل له، ولكنه تمثيل بصري، أي أن الأفكار والكلمات في المحتوى الباطن يستعاض عنها بصورة بصرية في المحتوى الظاهر
والآن هل في استطاعتكم أن تقدموا في شجاعة على تفسير حلم تام بأكمله؟ دعوني أقص عليكم حلماً غير غامض تماماً ولكنه على أية حال يعطينا فكرة واضحة عن خواص الأحلام، ولنر إن كنا أصبحنا معدين لهذا العمل أم لا؟
رأت سيدة متزوجة منذ بضع سنوات الحلم الآتي:(رأت نفسها كأنما في أحد المسارح مع زوجها بينما كان نصف القاعة تقريباً خالياً من النظارة. وقد أخبرها زوجها أن صديقتها (أليس) وخطيبها قد أرادا الحضور، ولكنهما لم يجدا غير أماكن رديئة، ثلاثة مقاعد بفلورن ونصف، ولذا رفضا بالطبع شراءها. وقد أجابت السيدة إنهما في رأيها لم يخسرا كثيراً بعدم الحضور).