للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[نحن الشعب نريد]

للأستاذ سيد قطب

نحن الشعب ندرك اليوم أن فجراً جديداً قد طلع، وأن عهداً جديداً يظلل هذا الوادي؛ وندرك أن وثبة الجيش المباركة هي التي أطلعت ذلك الفجر، وبدأت هذا العهد، وأن هذه الوثبة المباركة ليست لحساب فرد أو هيئة أو حزب، وإنما هي لحسابنا نحن الشعب!

نحن الشعب ندرك أن الذين قاموا بالثورة حملوا رؤوسهم على أكفهم، وساروا في ظلام دامس، في طريقهم الشوك، وفي قلوبهم الشعلة، وفي وجوههم الخطر. بينما كان كبراء هذا البلد في مصافيهم الناعمة بأوربا، يحف بهم النعيم، وتراودهم أخيلة الحكم، وتداعبهم أحلام الماضي!

ونحن الشعب نريد أن نعمل مع الذين واجهوا الخطر في الظلام الدامس؛ وأن تتخلى عن الذين استمتعوا بالنعيم ونحن هنا في قبضة البؤس والظلم. . ذلك أننا نعرف أن الأبطال الذين كافحوا كانوا معنا، والكبراء الذين استمتعوا كانوا علينا!

نحن الشعب ندرك أن الإقطاع قطر من عرقنا كؤوسا شهية للسكارى، وجمد من دمائنا يواقيت في نحور الغواني، وجعل من رفات آبائنا وأجدادنا سماداً للأرض الطيبة كي تزيد غلاتها لحسابه. . ونعرف أن محترفي الحكم وتجار السياسة قد انضموا إلى جلادينا الإقطاعيين، وأصبحوا منهم ذوي ملكيات واسعة، ولم ينضموا إلينا نحن الكادحين في الأرض. . حتى قامت وثبة الجيش الأخيرة. . هنا فقط قال حماة الوادي للجلادين: مكانكم! وهنا فقط ردت الأرض إلى ملاكها الحقيقيين

ونحن الشعب نريد أن ننبذ محترفي الحكم وتجار السياسة الذين وقفوا في صفوف الإقطاع ولم يقفوا في صفوفنا. وأن نحمي ظهور حماة الوادي من دسائس الإقطاعيين وحلفائهم من محترفي الحكم وتجار السياسة!

نحن الشعب ندرك أن الرأسمالية قد فتلت لنا حبال المشانق في صورة قوانين ولوائح. وسلطات علينا البوليس السياسي يطاردنا في المعامل والمصانع. وحرمت علينا تكوين النقابات وتكوين الاتحادات النقابية إلا بإذنها ورضاها، وإلا بجواسيسها وأذنابها. . ونعرف أن مستغلي النفوذ من الوزراء والمستوزرين قد باعوا أنفسهم لهذه الرأسمالية، مقابل

<<  <  ج:
ص:  >  >>