[ضوء جديد على ناحية من الأدب العربي]
اشتغال العرب بالأدب المقارن أو ما يدعوه الفرجنة
في كتاب تلخيص كتاب أرسطو في الشعر
لفيلسوف العرب أبى الوليد بن رشد
(تابع المنشور في العدد الماضي)
تلخيص وتحليل
للأستاذ خليل هنداوي
ومنه قول المتنبي:
عدوك مذموم بكل لسان ... ولو كان من أعدائك القمران
لو الفلك الدوار أبغضتَ سيرَه ... لعوّقه شيء عن الدوران
وهذا كثير موجود في أشعار العرب، ولا نجد في الكتاب العزيز منه شيئاً، إذ كان يتنزل من هذا الجنس من القول، أعني الشعر، منزلة الكلام السوفسطائي من البرهان؛ ولكن قد يوجد للمطبوع من الشعراء منه شيء محمود كقول المتنبي:
وأنى اهتدى هذا الرسولُ بأرضه ... وما سكنت مذ مر فيها القساطل
ومن أي ماء كان يسقي جياده؟ ... ولم تصف من مزج الدماء المناهل
وقوله:
لبسن الوشى لا مُتَجملات ... ولكن كي يصن به الجمالا
وضفَّرن الغدائر لا لحسن=ولكن خفن في الشعر الضلالا
وههنا موضع آخر مشهور من مواضع المحاكاة يستعمله العرب وهو إقامة الجمادات مقام الناطقين في مخاطبتهم ومراجعتهم إذا كانت فيها أحوال تدل على النطق، كقول الشاعر:
وأجهشت للتوباد لما رأيتهُ ... وكبر للرحمن حين رآني
فقلت له: أين الذين عهدتهم ... حواليك في أمن وخفض زمان
فقال: مضوا واستودعوني بلادهم ... ومن ذا الذي يبقى على الحدثان