- ما هذه الهدية السخيفة التي أرسلتها إلي في خطابك الأخير؟؟
- أصورة (التفاحة) سخيفة؟ أو لا ترى فيها معنى، أو لا تثير فيكَ شيئاً؟ حقاً، إنكَ متأخر
- لماذا لا تقولين إنني شبعان؟
- وهلا يعجب بصورة التفاحة إلا الجياع؟! إنها يا هذا رمز لما لا يؤكل ولا يشرب
- يا للتعقيد! ولأي شيء ترمز التفاحة؟ لقد كنت أحسب إحساساً فنياً الذي بعثك على رسمها، وكنت أحسبك مخلصة في تصورها وتصويرها، ولم يكن يخطر في بال أنك تجعلين منها ستراً تسدلينه على أسرار في نفسك. . .
- ولكنه ستر خفيف شفاف، لا أظنه يحجب السر عن العين. . . إلا إذا كانت عيناً بلهاء تصدق ما ترى
- فهذا الستر إذن كغلالة الحرير التي نتشح بها الإبليسة تزعمها أمام الأتقياء البلهاء حشمة، وتقول بها لكل جارحة من الأعين هأنذا!
- يا للفراسة! هو هذا الذي تقول. . . فهل تستطيع بعد أن عرفت هذا أن تقرأ التفاحة؟. . .
- بل قولي رسم (التفاحة) فإني مع التفاحة لا أستطيع إلا أن آكلها. . .
- فليكن. . . ماذا تقرأ في رسم التفاحة. . .؟
- يجب أن تساعدني بأكثر من هذا. . . فإنك إلى الآن لم تقولي لي من أين أبدا القراءة. . . من اليمين أم من الشمال؟. . .
- يمين ماذا وشمال ماذا؟ ألهذا الرسم يمين وشمال؟ كل ما فيها ألوان. . . حمرة مفردة، وصفرة مفردة، وحمرة وصفرة ممتزجتان: تخف إحداهما في المزج مرة وتثقل مرة، وتخف في ناحية أكثر مما تخف في الأخرى، وتثقل في ناحية أكثرها تثقل في الأخرى. .