- انتظري قليلاً، ففي درس القراءة الأول يغفر الهجاء. . . لنبدأ بهذه الحمرة. . . هي لون الدم، وهي لون اللحم، فيها من الحياة، وفيها من الفحش، وفيها أيضاً من النار لذة الدفء وعذاب الحريق، وفيها من الورد شعر، وفيها من الخد صبا، وفيها من الشفاه حنين ونداء. . . وكلام. . .، وفيها من الخجل، وفيها من الغيظ منذ الغيرة إذا استحيت إلى الحنق إذا اضطرم. . . في الحمرة هذا، وقد يكون فيها غيرة. . . فهل هذا يكفي الآن ابتداء أسايرك به. . .
- بداية لا بأس بها. . . فماذا ترى في هذه الصفرة. . .؟
- يا سبحان الله لا أدري لماذا أكره الصفرة. . . لست أرى فيها إلا الموت
- وهل تكره الموت؟ إنه علينا حق
- على العين والرأس نؤديه طائعين ومكرهين مادامت أمك حواء قد اشتهت الكارثة التفاحة. . .
- ليست حواء أمي أنا وحدي فهي أمك أنت أيضاً. . . أما تحب أنت التفاح
- لا أحبه ولا أكرهه، أو أنا أحبه وأكرهه. . .
- لعلك تحب حمرته وتكره صفرته، ما دمت تخاف من الموت. . . ولكن ألست ترى في الصفرة أيضاً لون الذهب. . . أو لون بعض الشعر. . .
- أما الذهب فمشغلة يلاعب العابثون عقول النساء بها وهن يحببنه وهم يحبونه من أجلهن. . . وأما ذلك الشعر الأصفر فلا أكتمك أني أحس فيه بشيء من البرودة لا تنزع نفسي إليه كثيراً. . . وهو عندي كالعيون الزرق والعيون الخضر ربما لاح لي فيها صفاء وبراءة ولكني لا أغفل فيها عن لين ونزف وتكبير وهذه لا تشجع المتعطش إلى الوفاء الراغب في التحكم. . .
- لو أنك تستطيع أن تحفظ على هذى العيون صفاءها وبراءتها، ون تحفظها من نزفها وكبريائها لذقت من وفائها ما يرضيك ولبسطت عليها ما شئت من حكم وسلطة. . . ولكنك كسلان ومثلك جدير به أن يعيش في مصحة يسقيه أطباؤه الحب، ويحقنونه بالراحة والسعادة. . .