للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[العلوم]

البحوث الروحية

للأستاذ عبد المغني علي حسين خريج جامعة برمنجهام

هل يصل العلم الحديث إلى استنباط وسيلة للتخاطب مع أرواح الموتى؟ لا مبرر للقول بأن هذا مستحيل. ويكفي أن نستعرض تاريخ العلوم في العهد الأخير لنرى كم حققت لنا من ضروب المستحيلات. فإذا امتد أجل المدنية الحاضرة، وواصل رجال العلم بحوثهم في هدوء واطمئنان، فقد يتحقق على أيديهم كل حلم وخيال، بل وما لا يخطر ببال.

قد يقال أن العلم الحديث لا شان له بالأرواح. لأن اختصاصه ينحصر في المادة ومحيطها. ولما كانت الأرواح غير مادية فهي من العلم كالثريا من سهيل

هي شامية إذا ما استقلت ... وسهيل إذا استقل يماني.

هذا القول يبدو صحيحا في ظاهره. ولكن الواقع أن عددا كبيرا جدا من البحوث العلمية في الوقت الحاضر يتعلق بأشياء بعيدة في ذاتها كل البعد عن المادة. خذ المجال المغنطيسي مثلا. فهو عبارة عن دوائر في الأثير تحيط بقطعة الحديد الممغطسة. دوائر غير مادية في وسط غير مادي. خذ أمواج الرديو ومويجات الحرارة والضوء وأشعة أكس، كل هذه أيضا ظواهر غير مادية في وسط غير مادي.

قد تسلم معي بأن هذه الظواهر في ذاتها غبر مادية، ولكن تقول أن يد العلم لم تكن لتصل إليها إلا عن طريق تأثيراتها في الأجسام المادية. فالمجال المغنطيسي غير المحسوس لم يكن العلم ليعترف بوجوده لولا تحريكه لقطع الحديد وأدارته لإبرة البوصلة. وأمواج الأثير لم يكن العلم ليقر وجودها لولا تأثيرها في آلات الراديو أو في الألواح الحساسة. فالعلم أذن لن يعترف بوجود الأرواح المجردة عن المادة إلا إذا استطاعت التأثير في جهاز مادي.

هذا صحيح. ولابد للأرواح المجردة قبل أن تصبح حقيقة علمية من أن تحدث أحداثا محسوسة ظاهرة. وهذا هو السبيل الذي سلكه (سر ألفر لدج) ومن قبله (سر وليم كروكس) و (الفرد رسل ولاس) وحاولوا منه إثبات وجود العالم الروحي إثباتا علمياً، ثم العمل على الاتصال به بوسائل علمية في متناول كل إنسان.

فما هو الجهاز الذي ركبه أولئك العلماء وهيأوه لتستخدمه الأرواح؟ أنه مع الأسف ليس

<<  <  ج:
ص:  >  >>