أنه نال بها وحدها (جائزة نوبل)، وقد وصفها أحد النقاد بأنها عبارة عن حياة بونين نفسه، ولكن بونين يدفع هذا يقول:
ان (حياة ارسنيف) تشبه إلى حد ما تاريخ حياتي، ولكنها في نظري اقرب إلى الرواية الحقيقة، ومع ذلك فإني إذا كتبت فإنما استقى فني من ذاكرتي، وهذا ما يجعل بعضهم يظن أني سردت تاريخ حياتي في هذه الرواية. ومما يشجعني على العمل أن المرئيات التي صقلت في ذهني بمرور الزمن هي التي تدفع بي دائما إلى ترديد ذكريات عن الطفولة والشباب والكهولة.
(ويمكن لأي كاتب تعرض لنقد (حياة ارسنيف) أن يطلق عليها اسم (حياة دورانت) أو (حياة ديبون) أو حياة أي شخص آخر، فهي حياة فقط، وحياة رجل في دائرة ضيقة جاء إلى العالم يبحث عما كان بين الملايين من لداته، فهو يعمل ويشقى ويحب ويريق دمه ويجاهد من أجل سعادته فينهض أو يرزح تحت حمل الحياة).
وليس لايفان بونين اتجاه أدبي آخر، بل هو يردد ما سبقه إليه جيته عندما سئل من أنت؟ فأجاب: لا أعلم. . . وأنا سعيد بذلك، فأنا رجل حر وحسب. . . نعم إنني لست جيته، لكنني رجل حر مثله، ومحب لمهنتي، برغم الصعوبات المحيطة بها، إذ إنها تتيح لي حرية العمل والإنتاج وحرية امتلاك نفسي، وقد سافر بونين في أوائل هذا الشهر إلى استكهلم حيث تسلم جائزة نوبل، وسيعود بعد ذلك إلى قرية (جراس) التي ينوي إلا يتركها حتى ينتهي من كتابة الجزء الثاني من (حياة ارسنيف).