لنر الآن ماذا كان رد الفعل في عواصم دول لوكارنو، وموقف فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وإيطاليا إزاء حوادث ٧ مارس والمذكرة الألمانية:
كان وقع قرار ٧ مارس شديداً على باريس، ولقد أهاج الدوائر الرسمية والرأي العام، برغم أن هذه الحوادث كانت في الحسبان، وأول عمل احتياطي قامت به حكومة باريس هو إبقاء الجنود الذين كانوا على أهبة الذهاب إلى بيوتهم تحت السلاح إلى أجل غير مسمى، ثم إرسال جنود وقوى حربية لتحتل القلاع الواقعة على الحدود الألمانية.
وفي الساعة السابعة والنصف من مساء يوم الأحد الموافق ٨ مارس ألقى مسيو سارو، رئيس الوزارة الفرنسية، خطاباً في الراديو على الشعب الفرنسي، عرض فيه العلاقات الفرنسية الألمانية منذ الحرب والجهود التي بذلتها فرنسا للتوفيق بين الجارتين. . . وقد صرح بأن الحكومة عازمة على المحافظة على معاهدة لوكارنو التي هي شرط أساسي لسلامة فرنسا. . وأنها ترفض منهاج الهر هتلر لسببين: أولهما أن ألمانيا قدمت مثلين في تمزيق المعاهدات بقرار منها وحدها خلال سنة واحدة، وهذا العمل المنافي للحقوق الدولية يدعو إلى نزع الثقة من المعاهدات المقبلة التي تعقد معها. والسبب الثاني وهو أشد فظاعة، كون ألمانيا قد أرسلت قوى عسكرية إلى أراضي الرين خلافاً لكل قانون دون أن تعلم الدول بعزمها قبل تنفيذه، ودون أن تفكر في المفاوضة مع دول لوكارنو للوصل إلى حل مرض، بل جابهت هذه الدول (بالأمر الواقع) في أبشع وأفظع صوره. وقال بأن فرنسا سترفع الدعوة إلى مجلس عصبة الأمم، وأنها ستضع قواها المعنوية والمادية تحت تصرف مؤسسة جنيف. . .
وفي يوم الثلاثاء الموافق ١٠ مارس ألقى مسيو سارو (رسالة) الحكومة في مجلس