للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[التعليم ووحدة الأمة]

للأستاذ عبد الحميد فهمي مطر

- ٧ -

يسر الباحث في مسائل تربية الجيل الجديد وتعليمه أن يرى آراءه التي يدلي بها بين آن وآن موضع عناية وتقدير من الجهات ذوات الشأن، فإن التصريحات التي قام بها معالي وزير المعارف عن مشاكل التعليم الأصيلة والمؤقتة، وعن الخطوط الأولى للسياسة التعليمية العامة، وعن ضرورة توحيد المرحلة الأولى في التعليم العام، وعن العمل لتحسين حال المعلمين ورفع الغبن عنهم. وأن ما قرأناه في الصحف عن التفكير في ضم طوائف المعلمين بعضها إلى بعض، وتوحيد صفوفها لتدل كلها دلالة واضحة على صحة الاتجاهات التي اتجهنا إليها في إثارة هذه المسائل وبحثها.

كما وأن ذلك لمما يشجعنا على المضي في بحوثنا عسى أن يساعد على إنارة الطريق أمام العاملين على النهوض بالتربية والتعليم عندنا وعند الأمم العربية الشقيقة التي قد زادت رابطتنا بها وبنهضتها وبثقافتها هذه الجامعة العربية الفتية. وعسى أن يمكن ذلك من إيجاد أسس قوية موحدة في بناء نهضة هذه الأمة، وتوحيد صفوفها، ورفع شأنها بين الأمم عن طريق العناية بناشئتها، وتسليحهم في مستقبل حياتهم بأسلحة العلم الحديث والتفكير السليم مع تقوية أسباب التناصر والتعاون بينهم آملين ألا يمضي وقت طويل حتى تجتمع لجنة الثقافة في الجامعة العربية لبحث هذه المسائل الهامة، كما اجتمعت لجنتا الزراعة والاقتصاد فإن توحيد الثقافة هو أساس التفاهم والتعاون كما إنه هو أساس التكوين والتدعيم.

إن اتجاهات الإصلاح التعليمي في مصر لم تتناول في مختلف أطوارها مع الأسف التفكير الجدي في تنشئة المعلم وتكوينه واختياره والعناية به إلا في حدود ضيقة جدا؛ فقد اعتدنا ألا نفكر إلا إذا اضطرتنا الحاجة الملحة إلى ذلك التفكير ولم توضع سياسة ما من قبل لإعداد المعلمين المتآخين المتحابين المتجانسين المتعاونين وتنشئتهم بل كان أمر إعدادهم يتبع ظروف إنشاء المدارس الجديدة أو فتح فصول في القديمة، فإذا وجدنا ضغطا في هذه الناحية قمنا على وجه السرعة بإيجاد معهد لتخريج عدد من المعلمين، ثم لا نلبث أن نستغني عنه، ونغلق أبوابه إذا ما خف الضغط وقل الطلب، ولذا نرى معاهد ومدارس

<<  <  ج:
ص:  >  >>