للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الفروق السيكلوجية بين الأفراد]

للأستاذ عبد العزيز عبد المجيد

الفروق العقلية

يعتبر الفريد بينيه - كما ذكرنا في المقال السابق - زعيم النفسيين الذين وضعوا مقاييس علمية للذكاء، وقد ترجمت مقاييسه مهذبة إلى الإنجليزية في أميركا وإنجلترا، وإلى معظم اللغات الأوربية، وإلى اليابانية أيضاً. ومن هذه المقاييس المترجمة والمعتمدة حتى الآن مقياس (استنفورد بينيه المهذب). غير أن مقياس بينيه بصيغته ووضعه يتطلب أن يمتحن كل فرد على حدة، وتلك عملية طويلة مملة، ويحتاج إلى زمن ومجهود، كما أنه لا يناسب الأفراد الذين يرهبون الامتحانات الشفهية التي يواجهون فيها الممتحنين، ولذلك فكر علماء النفس في نوع آخر من المقاييس يقاس به الجمع من الأفراد. وكان دخول أمريكا في الحرب الكبرى سنة ١٩١٧ من العوامل التي جعلت الحاجة إلى هذا النوع من المقاييس الجمعية ملحة. فقد أرادت السلطات الحربية الأمريكية أن تعزل من المتقدمين للخدمة العسكرية ضعاف العقول لأن هؤلاء لا يصلحون لحمل السلاح ونزول الميدان، كما أرادت أن تختار من بين الصالحين لحمل السلاح أفراداً ذوي ذكاء يمرنون للوظائف ذات التبعات كوظيفة الضباط والقواد، ولم يكن من الممكن عملياً استخدام (مقياس استنفورد المهذب) ولذلك اجتمع علماء النفس الأمريكيون ووضعوا نوعين من المقاييس الجمعية: نوع يسمى (مقياس ألفا)، وهو لفظي تحريري لمن يقرءون الإنجليزية ويكتبونها، ونوع يسمى (مقياس بيتا)، وهو تحريري غير لفظي للأجانب الذين لا يعرفون الإنجليزية والأميين الأمريكيين، وقد طبع كل من النوعين، وكان يوزع في كراسات على المجندين. وبذلك أمكن اختبار آلاف منهم في دقائق معدودة

ومن الاختبارات التي احتواها (مقياس ألفا) عمليات حسابية عادية في الجمع والطرح تتدرج في الصعوبة من أول الصفحة إلى آخرها. وعلى الممتحن أن يقوم بهذه العمليات بأسرع ما يمكن وفي زمن محدود. وكذلك منها صفحة بها عمودان من الكلمات المألوفة، والكلمة التي في العمود التالي إما مرادفة للكلمة التي قبلها في العمود الأول أو مضادة. وكل ما يطلب من الممتحن هو أن يكتب أمام الكلمتين حرف (ر) إذا كانتا مترادفتين، أو حرف

<<  <  ج:
ص:  >  >>