الطريقة العملية - مميزاتها - الطريقة العلمية - عملية النمو
للأستاذ كمال السيد درويش
لجأ رجال التربية إلى الطريقة الطبيعية السيكولوجية يبحثون خلالها عن الطريقة العملية التي يمكن اقتباسها لإدخالها في المدرسة الحالية.
لقد زودت الطبيعة الإنسان بغرائزه ففرضت عليه أن يتعلم سواء أراد أم لم يرد. . . أفلا تكون قد زودته في نفس الوقت بالطريقة العملية التي نحن بصدد البحث عنها وعن مميزاتها؟ قد نجدها لدى الإنسان حين يستجيب لغرائزه. ولكن الإنسان الحالي المتحضر يتحكم في تسيير سلوكه مراعيا في ذلك تقاليد المجتمع الحالي فلا يسمح لغرائزه بالظهور في شكلها الطبيعي إلا بمقدار ما اصطلح المجتمع على السماح به.
ولذلك يجب علينا أن لا نبحث عن الطريقة الطبيعية للتعلم لدى هذا الإنسان المتحضر المتكلف؛ والذي يظهر غير ما يبطن ويعمل غير ما يشتهي. وإنما يجب علينا أن نبحث عنها لدى الإنسان البدائي الذي يعيش على الفطرة أو لدى الطفل الناشئ الذي يطلق على سجيته ولا يعبأ بمن حوله من الناس. ولو نظرنا إلى الطريقة الطبيعية التي يتعلم بها الإنسان البدائي أو الطفل الناشئ لوجدنا أنها طريقة عادية جدا؛ طريقة طبيعية تتمشى مع الطريقة السيكولوجية. يتعلم الطفل في منزله كل شئ، يتعلم الكلام ويتعلم المشي ولكن كيف؟! لم يطلب إليه والده أن يتهيأ ليأخذ دروسا في الكلام أو في كيفية الأكل وهلم جرا كما تفعل مدارسنا الحالية؛ ولكنه اقتبس ذلك كله دون أن تشعر الأسرة بكيفية تعلمه. هو يتعلم عن طريق غير مباشر، عن طريق حياته في الأسرة وعن طريق تفاعله معها. هو في حاجة إلى أمه دائما لأنت لديها الثدي مصدر غذائه. فإذا ابتعدت عنه أمه لتقضي عملا ما، شعر بحاجته الماسة إلى ندائها. قد يلجأ إلى البكاء ولكن البكاء قد يؤدي إلى مجيء الأخ أو الأخت أو الوالد فهل يجد بغيته عندهم؟! كلا. هو يريد أمه بالذات دون غيرها. وعلى ذلك فهو مضطر إلى ندائها. وهكذا ينطق كلمة (ماما) أو هكذا يتعلم الطفل كيف يتكلم. مشكلة تثور في وجهه؛ مشكلة حيوية بالنسبة له تضطره إلى التفكير في حلها والتغلب عليها. ويشعر الطفل أثناء ذلك بقيمة ما يتعلمه فلا عجب إذا رأينا سلوكه خلال ذلك سلوكا