لكن أمريكا تنكبت الطريق ولم يصادفها التوفيق في حل أول مشكلة نشأت في الشرق الأوسط عقب انتهاء الحرب ١٩٤٥ وهي مشكلة فلسطين وقيام إسرائيل؛ ذلك أن قيام إسرائيل وطرد العرب من أوطانهم وديارهم جريمة لا تنكر وإثم عظيم. . ولا نستطيع نحن الشرقيين أن نبرئ أمريكا من أنها لم تساعد إنجلترا والصهيونيين فيما ارتكبوه من إثم وجريمة وخزي وعار.
وأنا أحب أن أثبت هنا أن العطف الأمريكي على اللاجئين يقابل بالشكر من ناحية العرب والشرقيين. . ولكني أرى أن أمريكا قد لوثت تاريخها بوقوفها في جانب الإنجليز والصهيونيين في مأساة فلسطين.
أيها الأمريكان:
أنتم قوم تقدسون الحرية وتحترمون إرادة الشعوب وقد أعلن رئيسكم ترومان في ٢٠يناير ١٩٤٩ في بيانه إلى الكونجرس أن (السياسة الاستعمارية القديمة التي مؤداها الاستغلال من أجل الربح فقط ليس لها محل في سياستنا. وكل ما نبغيه هو التعامل الديمقراطي العادل. . . وبمساعدة الأعضاء الأقل حظا على مساعدة أنفسهم يمكن فقد أن تحيا الأسرة الإنسانية حياة لائقة راضية. . تلك الحياة التي هي من حق كل الناس، والديمقراطية وحدها هي التي تستطيع أن تمد شعوب العالم بالقوة والحيوية التي تحركهم إلى العمل المنتصر لا ضد الطغاة من البشر وحدهم. بل أيضا ضد أعدائهم الأقدمين: الجوع والشقاء واليأس؟!
أيها الأمريكان:
نحن قوم نطالب بالحرية وانتم قوم تقدسون الحرية. فأحذروا أن يجركم الثعبان البريطاني إلى مالا نحب وما لا ترضون فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.