رسالة قيمة أخرجتها إلى شباب الشرق جريدة الأهالي التي كانت تصدر في بغداد وعُطلت وا أسفاه منذ طويل، وهي بحث علمي قوي رجع كاتبه الفاضل فيه إلى أكثر من تسعين مرجعاً من السجلات والمحفوظات الرسمية والأوراق البرلمانية وتقارير الخبراء العسكريين والدبلوماسيين ونصوص المعاهدات، وكتب المؤلفين المهتمين بدراسة شؤون الشرق أمثال أندريو وبوشام وتشرشل وكرزون وفوكس ومون وإسكويث والسير وليم ولكوكس والسير ارنولد ولسون وغيرهم.
وقد تبدأ هذه الرسالة بمقدمة جغرافية عن أهمية الخليج الفارسي وسواحله العربية والفارسية والشمالية، ثم يجاوز الكاتب هذا إلى كلام في تاريخ الخليج، ثم يثبت أن المصالح المادية وتجارة أوربا مع الشرق كانت سابقة للأطماع السياسية، وينتهي إلى أن الإنجليز إنما سيطروا على الخليج الفارسي في سبيل الهند موضحاً أهمية الهند للرأسمالية الإنجليزية وكاشفاً في قوة وجرأة عن سياسة هذه الرأسمالية واستخدامها الهنود لمصلحة الاستعمار وارتكابها الأخطاء الوحشية في سبيل تحقيق ذلك كله. ويرى الكاتب الفاضل أن وادي الفرات أقرب الطرق إلى الهند؛ ويشرح موقف إنجلترا إزاء المسألة الشرقية، واهتمامها بطريق السويس والفرات؛ ويبين ما نشأ من نزاع بين الرأسمالية الدولية من أجل سكة حديد بغداد حتى قيام الحرب العالمية.
ويرى كاتب الرسالة فوق ما تقدم أن الثورة الصناعية جعلت الإنجليز في حاجة إلى كثير من المواد الغفل، وقد يكون اهتمامهم بالعرق لأنها طريق الهند أولاً ولأنها أيضاً حقلٌ يستطيعون أن يحصلوا منه على القطن والحبوب، وتفسير ذلك اهتمام الإنجليز بمشروعات الري العراقية التي أسفرت عن فشل مروّع. ثم يشير إلى مرحلة أخرى كشف فيها النفط ودعي الجنرال فيشر إلى الاستعاضة به عن الفحم وما بذلته إنجلترا في سبيل تأسيس