طالعني غير واحد من إخواننا الأدباء، بهذا السؤال: لم لا يكتب الأستاذ الزيات في هذه الأيام؟ وكنت أجيب إجابات مختلفة، ليس منها أنه مستسلم للكسل. . . وهل يليق أن أجيب بمثل هذا عن أستاذنا الجليل؟
يقضي الأستاذ أكثر أيام الصيف بالمنصورة. . . هناك تحت الكافورة (كافورة الزيات) المشرفة من أحد النوادي على النيل والتي خلدها في بعض ما كتب منذ بضع سنوات.
والعجيب أن الزيات، الأديب المعروف بالتعبير الجميل عن كل ما يقع تحت حسه المرهف، يخلد الآن إلى (الكسل الفني) تحت الكافورة. . . وهو الذي لم يمنعه مرضه في الأيام التي قضاها مستشفياً بحلوان - أن يكتب ما أوحت إليه، ولم ينس قراء الرسالة تلك اليوميات الممتعة.
فما أجدر الكافورة والمنصورة والريف القريب منها الذي يتردد عليه الأستاذ - بأن تفيض على قلمه من جمال البيان ما يصل به صدر الرسالة الذي جافاه من نحو شهرين.
ولست أجزم بأن الأمر في ذلك يرجع إلى الكسل، فما يدريني، لعل الكافورة تظل سراً يختمر. . .
قضية أدبية هامة:
تلقيت من الأستاذ عباس السيد أبو النجا المحامي، كتاباً قّفي به على أثر الشاعر محمد محمد علي السوداني الذي عتب على الرسالة بقصيدة لإهمالها نشر أشعاره، فأعتبته ونشرت قصيدة العتاب في العدد (٧٨٦).
يقول الأستاذ أبو النجا إن ما أبداه الشاعر العاتب (ترجمان صادق لما تزخر به من الشكوى نفوس الكثيرين من أدباء الشباب، فقد درجت بعض المجلات الأدبية والصحف اليومية على إغفال ما يرد إليها من ثمرات قرائح المتأدبين من الشباب والإلقاء بنفثاتهم في سلة المهملات رغبة عنهم إلى أولئك الذين نبه ذكرهم وبعد شأوهم من كبار الأدباء).