للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[بيت الراعي]

للشاعر الفرنسي الفريد دفني

- ٢ -

- ١ -

أيها الشعر أيها الكنز. يا جوهرة العقل. أن عواصف القلب كزوابع البحر لن تستطيع أن تعوق رداءك المتعدد الصبغة عن أن يجمع ألوانه، لكن ما أن يراك السوقة وأنت تلمع فوق جبهة نبيلة حتى تضطرب حواسهم لبريق سناك الناصل في أعينهم، الغامض على أفهامهم، فتنطلق ألسنتهم بالنيل منك وقلوبهم تكاد تنخلع من الهلع.

- ٢ -

إنما يخشى حماسة الإلهام ضعاف النفوس. أولئك الذين لا يقوون على الاستقلال بعبئه والصبر على لظاه. وفيم تنكبه والحياة تضاعفها نيران العاطفة ولكم من قبس الهي تصيبنا ناره من حين إلى حين. تلك هي الشمس وهو الحب وهي الحياة ومع ذلك فهل من يود أن تنطفئ نارها. أننا نعتز بها ونحن ساخطون عليها.

- ٣ -

لقد أستحقت إلهة الشعر ابتسامات التهكم وإمارات الاستهتار التي يستثيرها مرآها منذ أن اتجهت ببصرها إلى العاهرين فأضطرب مقالها ونزل صدقها منزل الشك وحرم عليها أن تعلم الحكمة وأصبحت اليوم إذا صاحت بعابري الطريق أن أفسحوا أفسح لها السائر في غير هيبة ولا احترام.

- ٤ -

يالك من فتاة لا عفة لها. يا ليتك صنت وقارك يا سليلة ارفيوس. إذا ما كنت تذهبين إلى حيث لا يليق بك إلى الشوارع وملتقى الطرق تنشدين الأغاني بصوتك المختنق المتهدج. إذا ما كنت تلصقين بجانب فمك باقة الشعر اللاذعة كالذبابة، وبجانب عينك الزرقاء معنى الرمز المستهتر.

٥ -

لقد سقطت منذ حداثتك. ففي اليونان أسكرك عجوز بقبلته وكان أول من خلع عنك ثوب

<<  <  ج:
ص:  >  >>