للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حول مجمع اللغة العربية الملكي]

هل لمجمع اللغة العربية وضع المصطلحات العلمية؟

للأديب مصطفى زيور

نشرت الأهرام في عددها الصادر في السادس من شهر مارس سنة ١٩٣٧ كلمة للكاتب الفاضل إسماعيل مظهر يناقش فيها حديثاً مع مندوب الأهرام لعميد كلية الآداب الدكتور طه حسين بك بشأن مجمع اللغة العربية ومهمته التي يجب (في رأي الأستاذ العميد) ألا يكون منها وضع المصطلحات العلمية. وما كنت لأزج بنفسي في هذه المناقشات - فلست من المضطلعين بعلم اللغة - لولا ما تبينته في كلمة الكاتب الفاضل إسماعيل مظهر من إغفال حقيقة أولية أخشى أن تكون فاتت أعضاء المجمع المحترمين، بل اليقين إنها فاتتهم لأن موقف المجمع منها يدل على ذلك، فكان في ذلك الخطر وكان في ذلك ما دفعني إلى كتابة هذا.

ساق الكاتب الفاضل إسماعيل مظهر في كلمته رداً على رأي الأستاذ العميد الحجة الآتية التي يستهلها بقوله: (إن حضرة الأستاذ العميد يحاول أن يثبت أن لمجامع اللغة طبيعة واحدة لا تختلف باختلاف الشعوب واللغات وظروف الأحوال فمضى يطبق القواعد التي يجري عليها مجمع اللغة الفرنسي. . . كأن الطبيعة والتاريخ لا حساب لهما في قياس الفارق بين اللغتين وحال الشعبين. . .) إذن ففي رأي الفاضل إسماعيل مظهر أن الظروف الملابسة لمجمع اللغة العربية تختلف عن ظروف المجمع الفرنسي بحيث تجعل مجمع اللغة العربية في حل من أن يتقيد بمسلك المجمع الفرنسي في الإحجام عن معالجة وضع المصطلحات العلمية. أما هذا الفارق في الملابسات فيتلخص في رأي الكاتب الفاضل في أنه إذا كان للفرنسي المشتغل بالعمل أن يضع الاصطلاح العلمي دون أن يكون لمجمع اللغة في بلده إلا أن يسجل الاصطلاح فذلك لأنه ينشأ في مهده يسمع اللغة الفرنسية الصحيحة ثم هو يدرس بعد ذلك اللغتين اللاتينية واليونانية، فهو إذن قادر على الاشتقاق والنحت واغلب الظن أن المصطلح الذي يضعه لا غبار عليه، هذا بينما نحن في مصر لا نسمع في طفولتنا إلا العامية ولا نحصل من اللغة الفصيحة بعد ذلك في المعاهد إلا قدراً لا يغني ولا يمكن المشتغل بالعلم أن يقوم بذلك العمل الفقهي دون مساعدة المجمع. والنتيجة

<<  <  ج:
ص:  >  >>