يقول الأستاذ توفيق الحكيم في كتابه الجديد (فن الأدب) الذي طبعته ونشرته مكتبة الآداب بالقاهرة ما نصه: -
(لقد أتى القرآن بجديد في فن الكتابة لا اللغة وحدها بل القصص والأساطير، لقد استخدم الفن القصصي في التعبير عن المرامي الدينية، ولكن المدهش أن الأدب العربي لم ير في القرآن إلا نموذجا لغويا. . ولم ير فيه النموذج الفني. فلم يخطر له استلهام قصصه، أو استغلال أساطيره استغلالا فنيا مستفيضا. . . الخ)(صفحة ٢٤ من الكتاب المذكور).
ولست أدري على وجه التحقيق ماذا يريد أديبنا الكبير الأستاذ الحكيم بنسبة الأساطير للقرآن الكريم؟ وهل يحتوي كتاب الله المنزل على رسوله الصادق الأمين أساطير تستغل استغلالا فنيا أو غير فني؟ ومن هم الذين عناهم الله بقوله في (سورة الفرقان) آية ٥ (وقالوا أساطير الأولين أكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا).
وإذا كان يقصد بالأساطير القصص فإن الفارق واضح بين القصة والأسطورة. . والقرآن الكريم (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد)(سورة فصلت آية ٤٢)
(وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق) سورة هود
(نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين)(سورة يوسف آية ٣)
(كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق)(سورة طه آية ٩٩)
وبعد فلعل الأستاذ الحكيم يرمي إلى معنى آخر غير المعنى المفهوم من الأساطير. . . وأترك المجال لغيري من أهل البحث والتحقيق. والله ولي التوفيق.
سلامة خاطر
في الشعر العباسي:
تحت هذا العنوان نشرت مجلة الإذاعة المصرية في عددها الصادر بتاريخ ٣ من مايو سنة